الجمعة، 2 مايو 2014

الفصل التاسع ، أين؟


                                بسم الله الرحمن الرحيم
                          
     شغل قرار إضافة سنة دراسية للتعليم العام الناس كل الناس، ومنهم من قال ان وزارة التربية والتعليم جعلت من الشعب فئران معامل او حقل تجارب. وعدة برامج في الإذاعة والتلفزيون بالإضافة لمداد الصحف الذي لم ينضب.
  اتفاق تام على ان التعليم الاساس تنقصه سنة وهي تلك التي اجتُثت منه بعبقرية الانقاذ في أيامها الأولى حيث كان لسان حالها ( مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴿٢٩﴾   سورة غافر. في تلك السنة تحول السلم التعليمي من 6 ،3، 3 سنوات في ثلاث مراحل من منفصلة جغرافياً فصلاً تاماً  تحول الى مرحلتين فقط أساس 8 سنوات و3 سنوات ثانوي وهو ما عليه الحال الآن.
من أهم مبررات هذه الخطوة قولهم حتى ينال المتعلم أكبر قدر من التعليم مستفيداً من الزامية التعليم الاساس بنص الدستور. والذي يخرج الى العمل بعد ثمان سنين خير من الذي يخرج اليه بعد ست سنين دراسة.( سنعود للمبررات الاقتصادية).
بعد عقدين من الزمان سمعت الانقاذ صوت العقل وارادت ان ترجع سنين التعليم العام لسابق عهدها 12 سنة دراسية. وبرزت مشكلة كيف واين تضع هذه السنة؟ الذين ينظرون بعين الاقتصاد قصير البصر او ما سيدفع الآن ارادوا ان يجعلوا مرحلة الاساس 9 سنوات أي ان يضاف فصل تاسع لمباني هذه المدارس الموجودة وكفى الله المؤمنين القتال، وعندما كانت الهجمة عارمة وشديدة في ان لا يقبل عقل وجود تلميذ في مبنى واحد 9 سنوات والفارق العمري بين تلاميذ الصف الاول والصف التاسع خرجوا بحيلة ان يبنى جدار يفصل الفصول الستة عن الثلاثة العليا . ولعمرى هذا اكبر اعتراف بارجاع المرحلة المتوسطة ولكن التكلفة المادية لفصل المرحلة المتوسطة جغرافياً هو ما يجعل الاعتراف صعباً.
  تقليب دفاتر اين ذهبت مباني المدارس الوسطى خصوصا في المدن سيفتح جروحا كثيرة مطبطب عليها الآن. ( فمصيحةن هذه المدارس من آل لأشخاص، كما سمعنا، اتخذوها سكناً).
لا أشك لحظة في ان عودة المرحلة المتوسطة بعيدا عن الاساس مجمع عليه ولكن بعضهم يخشى التكلفة المالية لإنشاء هذه المرحلة من الصفر ومعظم اصحاب هذا الرأي لا يفكرون الا في المدن وخصوصا الخرطوم وانعدام مكان تشيد فيه مدرسة وقد بيعت كل الاراضي او معظم الاراضي. نقول لأصحاب هذا الرأي ما لم يكن الصرف على التعليم أولوية فعلى المستقبل السلام. ماليزيا صرفت على التعليم 25% من ميزانياتها على مدى عقود والآن تجني ما دفعت على التعليم. ( لو صرفت الانقاذ عُشر ما صرفت على السياسيين لكان حال البلاد اليوم غير ما نرى).
لضيق المساحة نعم لعودة المرحلة المتوسطة بعيداً عن الاساس ولا يقول قائل ماذا نفعل في مباني الفصلين ليس هناك مدرسة حكومية مكتملة المباني معظمها غرفها على قدر فصولها لا معامل لا مكتبات لا مصادر مراكز تعلم فهذه الفصول الفاضية ستملأ وتعود على التعليم خيراً.
وهذه المرحلة المتوسطة ستبنى في ثلاث سنوات وليس في يوم واحد.
تبنى هنا مجازاً منها ما يشيد بالقش في بعض يوم.

الصيحة ابريل 2014 م

ليست هناك تعليقات: