الجمعة، 2 مايو 2014

حرب في ولاية الجزيرة


                                بسم الله الرحمن الرحيم

الحروب أنواع وليس هناك حرب محمودة إن كان سلاحها ناري او أبيض رغم وجود اسلحة أخرى لقتل الرجال معنوياً ولكن أسوأ انواع الحروب حرب المصالح الخاصة.
يكفي مقدمة مش؟ أسمعك تقول خش في الموضوع.
ولاية الجزيرة أقعدتها الخلافات تماما ويكاد يتعطل فيها دولاب العمل، كنا نسمع خلافات من حين لآخر ولكن يبدو الآن ليس هناك مستوراً وقد عم الخلاف   السياسيين وبالصوت وبالايدي، والعجيب أنهم كلهم يدعون أنهم من حزب المؤتمر الوطني والذي يعتقد البعض انه حزب الاسلاميين ( يا عالم لا تمرمطوا الاسلام).
ما تشرق شمس الا وخلاف على منصب ولو سألنا المختلفين ما هدفكم وما برنامجكم لن تجد إجابة ، وتدرك ما كنت تعتقد أن المصالح الخاصة وحب الاستوزار ليس الاستوزار وحده بل كل المناصب الدستورية هي ما فتح شهيتهم والجري وراء الكراسي في أسوأ مشهد سياسي على مر التاريخ السياسي السوداني , ما عادوا يستحون من أن يطلب الواحد منهم المنصب بوضوح. لا أدعى ان من السياسيين من يعرف الايثار ، ولم يعوا درس وهروب عمر ( طبعاً) بن الخطاب رضى الله عنه من تولي المناصب وعلى حسن سيرته ( إلا عند الشيعة طبعاً) رغم سيرة عمر وعدله تمنى ان يخرج بصفر فقط. ليت هذا الأمر لا لي ولا عليّ. وهي بلغة الرياضيات تعني صفر. بالله كم سيكون رصيد فلان الذي لم يخرج من تشكيل وزاري منذ عشر سنوات.
هؤلاء السياسيون الغافلون المتنعمون بعرق الغلابة المستمتعين بالمال العام حلاله وحرامه. حرامه هذه ليست من عندي لقد وعد وزير المالية بولاية الجزيرة في تحد صريح وعلى صفحات الصحف انه سيقدمهم الى نيابة الثراء الحرام. مما يعني ان هناك من أثروا حراماً.
يبدو ان الأمر صار مزاجيا لا تحكمه دوائر ولا مؤسسات ولا نظم وأقرب للجبانة الهايصة وأكبر مؤهل هو رضى الوالي عنك هذا هو المقياس الوحيد. لا نشك في مؤهلات الوالي العلمية ولا في تخصصه الذي يجب ان يكشف له ما بنفس الانسان ولكن هذا لا يكفي مقياسا ولا مؤهلا لولاية تعدادها قرابة الخمسة ملايين. وكلهم يعرف ما يجري في الخرطوم من تنمية ولا يرضون بأقل من ما يقدم في الخرطوم هذا اذا لم يتطلوا لأن يكونوا أكثر منها.
اسوأ ما في الأمر أن كل المعارك الدائرة في ولاية الجزيرة وخصوصا عاصمتها مدني كلهم من حزب المؤتمر الوطني مقدمين أسوأ نموذج لصراع المصالح الخاصة والعيب ليس عيب المتصارعين وحدهم فمنذ زمن ليس قصير هجر الخلصاء هذا الحزب بعد ان تحطمت شعاراتهم واهدافهم وتسلق على اكتافهم أصحاب المصالح الخاص وفرح بهم قادة الحزب وهاهم يجنون ما صنعوا.
كنا نحلم بتوسعة (طريق الخرطوم مدني) وها نحن نطالب (بردم الحفر).
التحية لفتح الرحمن النحاس صاحب الأقواس.
         
 الصيحة ابريل 2014 م

ليست هناك تعليقات: