السبت، 17 مايو 2014

القمح : هذا لا يكفي


                                بسم الله الرحمن الرحيم
                         

    من الأخبار المفرحة هذا الاسبوع هذا الخبر(احتفلت مؤسسة الجزيرة للتمويل الأصغر بتوزيع أرباح محصول القمح للموسم الزراعي المنصرم لشركاء المؤسسة من المزارعين والتي بلغت (15) مليون جنيه ،وذلك بقصر الثقافة بمدني حيث قام والى الجزيرة بالإنابة الصديق الطيب علي بتوزيع نماذج من الأرباح لعدد من المزارعين حيث بلغت أعلى الأرباح (50) ألف جنيه والثاني (46) ألف جنيه والثالث (30) ألف جنيه. ، وقال عاطف حجر مدير عام المؤسسة بأن تجربة زراعة القمح في مشروع الجزيرة عبر المؤسسة حققت إنتاجية غير مسبوقة بمتوسط (12.5) جوال للفدان الواحد من صنف النيلين).
    بعد ان نشكر مؤسسة الجزيرة للتمويل الأصغر على هذا الجهد المبارك وهذا البيان بالعمل ، كما يقولون في العسكرية، أن أرض مشروع الجزيرة صالحة حتى لزراعة المسامير وتنتج سيخ كمان . كتبت مرتين  عن القمح وذكرت الانتاجيات المبالغة وبالاسم ولكني في نفس الوقت كنت أنتظر المتوسط العام والحمد لله بعد اكتمال الحصاد قُسم إجمالي الناتج على عدد الافدنة المزروعة وكانت النتيجة 12.5 جوال.
وهو متوسط ممتاز بل أكاد أجزم أن لمشروع الجزيرة منه زمناً طويلاً.
     لا تكفي الفرحة بهذا المتوسط ولا هذه العائدات الكبيرة ، نسأل الله أن يبارك فيها، افتكر 50 مليون من حواشة وفي عروة واحدة ومن محصول واحد أمر يستحق الدراسة والوقوف عنده حتى يتم تعميمه على أكبر قدر من المساحات.
    لا بد بل يجب ان تدرس كل المساحات التي زرعت قمحا في مشروع الجزيرة دراسة متأنية ، من حيث العينات ( النيلين) و ( إمام) ودور الارشاد الزراعي والتمويل وجهات التمويل البنك الزراعي والتمويل الأصغر. لابد من دراسة علمية يقوم بها خبراء اقتصاد وزراعة واجتماع تجيب على كثير من الأسئلة.
لماذا أنتجت هذه المساحة كذا طن ولم تنتج مساحة أخرى اقل من ذلك؟
ما دور الري وتوفره وعدد الريات في كل مساحة وأثر ذلك على الانتاجية؟
التمويل كيف كان ومتى كان وكيف استغل ومن وقف على استغلاله في مكانه المناسب ووقته المناسب؟
الأسمدة التي استخدمت ونسبها وعائد كل نوع من الأسمدة وجدواه؟
الحصاد وهذه مهمة جداً حيث أن أي خطأ في حاصدة بها أخطاء ميكانيكية يمكن ان يقضى على نسبة كبيرة من المحصول وبمجاملة بسيطة يمكن ان تدخل حاصدة خربة تخرب بيت عشرات المزارعين.
هذا الأسئلة والملاحظات جهد مزارع عادي وقطعا لكل سؤال من الأسئلة أعلاه متخصصون يفلفلونه فلفة ويضيفون عليه عشرات الأسئلة التي تصبح قاعدة معلومات تجعل من زراعة القمح علم في مشروع الجزيرة وتنتج خريطة محصولية تتنبأ بالعائد ، بعد مشيئة الله ، بالأرقام. وتنهي من مقالاتي عبارة ( الزراعة هي القمار الحلال) لتصبح الزراعة هي البترول وأهم من البترول ويمكن أن نعيد عبارة (من لا يملك قوته لا يملك قراره) وبصوت عالي.
هذه ارباح حقيقية وليست كأرباح القطن المدعاة.

 الصيحة مايو 2014 م

ليست هناك تعليقات: