الجمعة، 2 مايو 2014

اوقففوا استخراج النفط


                                بسم الله الرحمن الرحيم
                         
 
ردود فعل هذا العنوان:
قارئ عادي: نحن صدقنا استخرجناه لمن توقفوا
سياسي: يبدو أن هذه الدعوة مرتبطة بقسمة السلطة والثروة
وزير النفط: تعديل وزاري يلغي وزارتنا ويترك لنا الطاقة الشمسية
وأقول دعوتي لوقف استخراج النفط ليست من تلك الوجوه، بل من وجه واحد خرجت به وأنا محبط من الخدمة المدنية والنظام الإداري في هذه البلاد. ويبدو ان خدمتنا المدنية أو ما يدور في مكاتب الحكومة، أمر لم يلتفت إليه نفر كثير من المسؤولين المتعاقبين على وزارة العمل والإصلاح الإداري. ويبدو ان كل مديري المصالح العليا يجهدون أنفسهم في التعامل والتعايش مع الواقع الإداري الذي ورثوه. ولم يفكر واحد منهم في استبداله كاملاً من ألفه إلى يائيه. وكل أصبع يؤشر إلى إصلاح في هذا خرجت معه النقابات إلى الابتزاز والتشريد والصالح العام.
ما يدور في مكاتبنا كالآتي:
إذا أردت ان تملأ قلماً حبراً في مكاتب الدولة فهناك موظف لإحضار المحبرة فقط. وموظف ثانٍ لفك غطاء المحبرة. وموظف ثالث لفتح غطاء القلم. وموظف رابع لإدارة حقنة القلم. وموظف خامس لإرجاع المحبرة إلى مكانها. وموظف سادس لتغطية القلم بعد ملئه، وأيما موظف يغيب سيكون القلم فارغاً وستجابه بعبارة «تعال بكرة» سيد فلان أو الست فلانة غير موجودة، نسيت ان أقول وفوق كل هؤلاء مدير وحدة ملء القلم حبراً ونائب مدير ملء القلم حبراً.
أقول وبكل أسف إذا رأيت الحافلات تفرغ من جوفها مئات الموظفين، فلا تظنن بأن عملاً يساوي هذا العدد سينجز، بل المسألة من «سبل كسب العيش في السودان»، ذلك الكتاب الذي كان مقرراً في المرحلة الابتدائية غير ان مؤلفيه نسوا أن من سبل كسب العيش في السودان السياسة والخدمة المدنية.
وأقول بأسف أشد ان الطفرة التي نحن مقبولون عليها بإذن الله لن تسعها مواعين هذه الدولة. وقد اعترفت الدولة في عدة جوانب وعالجتها بالخصخصة. ومنها ما صلح ومنها ما طلح. ولكن لم أجد اهتماماً بالخدمة المدنية مقنعاً حتى الآن، فالهم الذي يصيبك وأنت مقبل على مكتب من مكاتب الدولة لتنجز عملاً هم حقيقي لا يساويه إلا همك لدخول مستشفى.
متى تدخل خدمتنا المدنية عصر التكنولوجيا والمعلومات؟ وسؤال آخر على أي أساس تصرف هذه الرواتب وهذه الترقيات؟ أليست هناك معايير غير الأقدمية.
وإلى متى تظل اللوائح المنظمة للعمل جامدة وساكنة وكأنها كتاب مقدس؟ وإلى متى تظل القوة البشرية العاملة في تمدد والإنجاز إن لم يكن في تناقص فهو في حاله.
وإلى متى تظل الجباية في كثير من مؤسساتنا هي الهدف الأساسي وما وراءه ثانوي؟
أريد جهة واحدة، بل أخص وزارة المالية، هل عاد لها عمل يساوي ما أنفقته على الخدمة المدنية؟
يا جماعة الخير ان هذه البلاد مليئة بخبراء الإدارة دراسةً واكتساباً، فهل أنتم على استعداد للاستفادة منهم؟
أخشى ان يكون الرد لوائحنا وهياكلنا الوظيفية لا تسمح بذلك.
أيما إدارة ترى في إدخال الحواسيب «الكمبيوترات» ضرة لها ولموظفيها، فهي إدارة غير مواكبة. وتريد ان تتكسب من الوظيفة. وتريد الوظيفة خادمة لها. ولا تريد ان تكون خادمة للوظيفة، أصلحوا حالنا الإداري قبل ان تستخرجوا النفط وتفضحونا مع القادمين.
وأخيراً هل تريد ان تملأ قلمك حبراً حكومياً... تعال بكرة.
من الارشيف نشر 6/11/2003 
الصيحة 2 مايو 2014 م