بسم
الله الرحمن الرحيم
ارسل لي قارئ رسالة يصعب نشرها لما فيها من سوء
الظن والتهديد والإثارة والانفعال. لكن يمكن ان ندلف الى لبها ومسبباتها.
هناك
قضية موت ولم أقل قتل حيث ان الحيثيات لم تكتمل وليست أمامي، وفيها متهمون وأهل
الميت يستعجلون الحكم او يهددون بأخذ حقهم بيدهم إذا تأخر الحكم أكثر من هذا. وهذا
الشعور بأن التأخير له مسببات خارجية هكذا يعتقدون، وليس كل معتقد صحيح.
سبب
هذا الشعور أنهم يعتقدون أن الخصم او المتهمين
لهم علاقة بنافذ وما هذا التأخير الا وراءه هذا النافذ. لا تستطيع أن تجزم
أحق هو ام لا .
نعول
على نزاهة القضاء وهذه لا شك فيها ولكن القضاء يأتيه الملف بعد ان يمر على النيابة
والشرطة وكل مرحلة من هذه المراحل تأخذ وقتاً. وبعد ان تصل القضية للقضاء يأتي
تروي المحاميين ( تروي مش أحسن من جرجرة أو لولوة) فكثير من القضايا تأخذ شهور إن
لم نقل سنوات وهذا عمل فني ومتخصص وشائك.
قضية
التروي أو تأخر مراحل التقاضي يجب ان تكون معلومة الاسباب للطرفين المدعي والمدعى
عليه. وتثقيف الناس بأن التأني في الحكم خير من الاستعجال الذي قد تضيع معه حقوق
يصعب ارجاعها خصوصا في قضايا الحدود.
نحن
أمام مشكلة حقيقية طرف يريد ان يحكم له وبأسرع ما يمكن والقضاء لا يتنازل عن ترويه
ليخرج بحكم صحيح، ويطلق للقضاء الواقف وضع كل الاحتمالات واثباتها او الفشل في
اثباتها وقد يتطلب الأمر تدخل جهات أخرى من طب شرعي وطب جنائي ( في طب جنائي؟؟؟).
كيف
نوزن هذه المشكلة استعجال الحكم وتأني؟؟
يبدو
ان تباعد الجلسات من مسببات هذه التأخر وأحيانا يكون السبب فيه القضاء الواقف (
المحامون) بحجج يعرفونها هم واحيانا يراهنون على ان الوقت كفيل بالقضاء على كثير
من الانفعالات. وأحيانا تحتاج الادلة اثباتا ونفيا لهذا الوقت حقا لا تسويفاً.
هل
هناك نقص في وكلاء النيابات او القضاة يؤدي لهذا التأخير؟ يبدو ان هذا هو السبب
الوحيد الذي يمكن ان يجعلنا نجد ما نقوله وعلى الدولة ان توفر ما يكفي ويجعل
العدالة في متناول الجميع ( عصير هي؟).
أما
قضية الأخ التي يعتقد ان من وراء تأخيرها نافذ ، يجب ان يقدم وكلاء النيابات ما
يثبت العكس وان يقولوا للمدعين ما يبصرهم ويطمئنهم على ان لا كبير فوق القانون
وإذا ما تحامقوا سيخسرون كثيرا في الدنيا والآخرة.
كل
هذا هروبا من نشر رسالة القارئ المغبون ومن ورائه أهله ( حتى لا أقول قبيلته) وإرضاء
له ونسأل الله ان يريه الحق قائما على الصغير والكبير.
آسف لثقالة الموضوع وجديته الزائدة.
الصيحة ابريل 2014 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق