الجمعة، 29 يوليو 2011

مرحباً بالقناة الزراعية

بتاريخ : الخميس 28-07-2011 09:00 صباحا

في الأخبار أن مشروع قناة زراعية قد بدأ. وأن مكانها في مدني. وهل من خيار آخر؟ يبدو أن الأمر الآن ليس فكرة، بعد أن اجتمع هذا النفر الكريم من العلماء والسياسيين والتنفيذيين، أتريدون الأسماء؟ أم الرتب؟ وزير الإعلام الاتحادي د. كمال عبيد، وزير الإعلام والثقافة بولاية الجزيرة بروفيسور إبراهيم القرشي، والسيد الشريف عمر بدر رئيس مجلس إدارة مشروع الجزيرة، والأستاذ عوض جادين مدير عام وكالة السودان للأنباء، والأستاذ محمد حاتم سليمان مدير التلفزيون، وعدد من المختصين في ولاية الجزيرة والتلفزيون القومي.
بعد أن قرأت الخبر تذكرت عادل إمام يوم قال: «أنا بخاف من الكلب يطلع لي أسد». وعلى العكس منه تماماً أنا فرحان بنشرة زراعية تطلع لي قناة؟!
بيت القصيد عندي أن الأفكار التي لا يتبعها عمل جاد تولد مشوهة وقد تندثر، ومثالي على ذلك فكرة القناة التعليمية «قناة المعرفة» التي لم تخرج من الخرطوم إلى يوم الناس هذا، وحتى في الخرطوم فيها نظر، حيث أنها قناة تجارية، وهي بهذه لم تؤدِ الغرض ولم تفسح المجال لغيرها، هذا إن لم نقل أفشلت فكرة القنوات المتخصصة. وجيراننا في مصر انتبهوا لهذا الأمر باكراً وأطلقوا قمراً اصطناعياً يبث مئات القنوات، «9» منها تعليمية لكل المراحل والمجالات «طبعا عشرات منها للكلام الفاضي والرقيص».
الذي يطمئن أن آخر الخبر يقول وعدد من المختصين في ولاية الجزيرة والتلفزيون القومي. وهؤلاء المختصون عليهم العبء الأكبر، هذا إن مولوا التمويل الكامل عليهم أن تكون هذه القناة قناة لبث المعرفة، وأن تكون في مفضليات كل ستلايت في بيوت الجزيرة أولاً والقضارف ثانياً وباقي السودان بدون ترتيب.. يطلع واحد متنطع يقول ليييه أين باقي السودان؟
حسابات الربح والعائد المادي السريع والموارد الذاتية تقتل كثيراً من مشاريعنا، وأتمنى من قلبي ألا يؤكل تمويل هذه الزراعة من العائد المباشر، وأن تطول الحكومات «نَفَسَها» وستجني على المدى الطويل من هذه القناة خيراً كثيراً، فلا تسجنها في الموارد الذاتية وأموال الإعلانات.
نريدها كلية زراعة تقدم الدراسة عن بعد لكل المزارعين، ونريدها كلية ثروة حيوانية، ونريدها تغني اتحادات المزارعين عن السفر لرؤية تجارب الآخرين، وأن تأتي بتجارب الآخرين لكل المزارعين. ونريدها واسعة الصدر للقطاعين الخاص والعام، وتنشر كل ما يطور الزراعة على كل الأصعدة، وأن تخرج من تحجير الواسع مثل: هذه دعاية تجارية لشركة خاصة يجب أن يدفع لها.
يبدو أننا تعدينا الفرحة بالقناة إلى خوض في المستقبل وتفاصيل لم يأتِ وقتها بعد، وما مرد ذلك إلا لفرحنا بها وشوقنا إليها.
وإن كان لا بد من لكن، نريد أن نسأل أين وصل مصنع السماد؟ وهل هو لسماد اليوريا أم لأسمدة أخرى عضوية وغير عضوية؟

ليست هناك تعليقات: