بتاريخ : الأربعاء 20-07-2011 08:48 صباحا
صراحة هذه الإنقاذ بنت العمارة وعليها أن تحسن التشطيب ولا تكون كتلك العمارة في شارع....ذات اللون المقطوع من الرأس الذي أفسد كل ذلك المجهود الضخم، ونسي المارة ما بها من أطنان الحديد وأطنان الأسمنت وصاروا يتحدثون عن قبح لونها. الإنقاذ أو المؤتمر الوطني حكم البلاد عقدين وبضع سنوات قام فيها ببناءات كثيرة وبنى تحتية كثيرة «طرق وجسور ومياه وكهرباء ومستشفيات خاصة وعامة وكذلك في التعليم».. وأيضاً خرب ما خرب من خدمة مدنية ونظام مالي وانتهاك القوانين. كلما أقدم المؤتمر الوطني على تكوين حكومة، بحث لها عن اسم ليوهم الناس أن الأحزاب كلها مشاركة فيها وهو يعلم والله يعلم والشعب يعلم أنه لم يشاركه من الأحزاب إلا المتردية والنطيحة وكثير ممن شاركوه لا يمثلون إلا أنفسهم ولا أهداف لهم إلا الأهداف الخاصة من تجارة في الحديد والسكر والأسمنت وتمويل بنوك وابتزاز وزراء ومشاركات تجارية بأسماء الأبناء أو بحثًا عن رغد العيش والتكسب من السياسية. وإن كثيرًا ممن شاركوا المؤتمر الوطني حكوماته المتعاقبة كان ضرهم أكثر من نفعهم. وهذا لا يعني خلو المؤتمر الوطني من هذا الصنف ففيه مثل ذلك وأكثر ولكن العبرة بالعموم.
ما دعانا لهذا القول الخشن نغمة «الحكومة العريضة» فهذا العرض يفقع مرارتنا إن كان عرضًا مادياً فنحن الآن تحكمنا أعرض حكومة في العالم حكومة 79 وزيراً في بلد عاصمته التي تستأثر بأكثر من 70% من اقتصاد السودان فيها 140 ألف تلميذ لا يجدون ما يفطرون به إلا بعد أن انتبه لهم «المجددون» تقبل الله منهم.. وإن قصدوا بالحكومة العريضة أن تشارك فيها أكبر كمية من الأحزاب فهذا الأمر يحتاج إلى الرجوع للأحزاب الكبيرة ـ على ما بها من عيوب ـ ولتأتي بمن يبيضون وجهها وتريدهم ليومٍ تنازل بهم.. وليس مطلوبًا من المؤتمر الوطني أن يفتح بابه لكل منشق من حزب لم يجد فيه ضالته وهذه الضالة ليست فكرًا ولا أخلاقاً فمعظمهم ـ إلا من رحم ربي ـ نفعيون مشهورون.. بالله ماذا لو أقال الرئيس مستشاره «الطبيب» صاحب مذكرة الابتزاز، ماذا لو أقاله في اليوم الثاني؟ أما كان بذر في هذا الشعب بذرة أملٍ لإصلاح؟! على المؤتمر الوطني ألّا يصدم هذا الشعب في الحكومة القادمة ويخرج علينا بحكومة ترضيات «تعوس» السنين ولا يحصد الشعب منها إلا الخراب.. نريد حكمًا راشدًا ورجالاً راشدين، الكفاءة مؤهلهم، ولا يخافون المحاسبة وإن حوسبوا صمدوا.. بالله كيف يحاسب مدير هيئة الحج في تصرفه في مال الهيئة؟ كيف سُمح له بأن يجعل من الهيئة جابيًا على حساب الحجاج، وعندما امتلأت خزانته من هذا المال صار ينفق على التلفزيون وسودانير بالمليارات، الخلل في جمع المال أكبر من الخلل في التصرف فيه.. «المرجع عبد الباقي الظافر التيار أول أمس». وكثيرون مثل مدير الهيئة ستفضحهم الأيام واحداً وأحدًا.
نريد حكومة ذات برنامج مدروس وخطة محكمة «أرجوك لا تذكرني بالإستراتيجية ربع القرنية» ومحاسبة من برلمان منتخب انتخابًا ليس فيه إجماع سكوتي ولا انتخاب مربوط بشجرة مع الرئيس والوالي.
الحكومة القادمة لا عذر للمؤتمر الوطني حيث لا يكبِّله شريك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق