بتاريخ : الخميس 16-06-2011 08:42 صباحا
إلى هذا الإهداء المدهش اقرأوا معي لمن أهدى البروفسير محمد حسن سنادة كتابه «الإنسان ونفسه من القرآن الكريم جدلية القلب والفؤاد والدماغ والصدر»:
إلى جدتي لأبي رحمة الله عليها فاطمة بنت فضل بن مصطفى بن البدري بن عباس....الخ التي كانت تصر على تعليمنا أسماء جدودنا الذين كانوا كلهم من معلمي القرآن حتى الجد الأكبر الشيخ عووضة الذي عاش في القرن العاشر الهجري السادس عشر الميلادي في دنقلا العجوز وله فيها ضريح. و بنى ابنه محمد «الجد الثاني» المسيد المجاور لمنزلها ودرّس فيه. وكانت تدعو لي أن يعلمني الله العلم والقرآن، وهي دعوة كنت حينها، وحسب فهمنا للعلم، ونحن في مدارس ذلك الزمان، استغرب كيف يجتمع هذا مع ذاك؟!
وإلى أبي «ابنها» حسن أحمد سنادة رحمة الله عليه، الذي لم يدرس غير الكتّاب الذي حفظ فيه القرآن وكان من شدة حرصه على التوثيق أنه لم يكتب خطاباً لأحد في حياته إلا واحتفظ بنسخة كربونية منه، مهما كانت محتويات ذلك الخطاب.. وهو الذي كان يسجل سنوياً تاريخ تحول بلدنا إلى جزيرة طولها 16 كيلومترًا يحيطها النيل باكتمال وصوله إلى ذلك المجرى الموسمي في الجانب الشرقي لحسابات له تتعلق بالمواسم الزراعية والذي كان خلال فترة طويلة قبل مكاتب الإحصاء ودون أن يطلب منه أحد يسجل التاريخين الميلادي والهجري لكل مولود يولد في القرية ولكل من يتوفى فيها.
وإلى والدتي صفية محجوب محمد عجيب التي عندما حدث لي حادث حركة في ليل الخرطوم وفي ذلك الزمن شحيح الاتصالات في الريف أيقظت كل أهل البيت في البلد لتقول لهم إن محمداً «الذي هو أنا» حدث له شيء فاسألوا عنه، والتي بعدما زرتها بعد غياب في الدراسة خارج السودان دام خمس سنوات توفيت رحمة الله عليها في صباح اليوم التالي حيث أراد لها الله سبحانه وتعالى الا تأتيه إلا بعد أن تراني وأراها» انتهى الإهداء.
والى جزء من المقدمة:
في منتصف عام 2006، وأثناء الإعداد للتربية العملية «التدريب على التدريس» للدارسين للتربية في جامعة السودان المفتوحة، حاول مؤلف هذا الكتاب تعريف المتدربين بأساليب التعلم لما لذلك من فوائد عدة. في هذه الأثناء لاحظ المؤلف بعض التشابه بين «السمع والبصر والفؤاد» المتكررة بهذا الترتيب في القرآن الكريم في سبع آيات وبين أحد نماذج أساليب التعلم القديمة نوعاً ما وهو نموذج «البصري- السمعي- الحركي الحس (VAK)» المشهور. تطلّب إجراء المقارنة مع ذلك النموذج معرفة الفؤاد ووظائفه.. والبحث الذي قام به المؤلف حينها لم يهده إلى تعريف واضح للفؤاد يُعتمد عليه رغم اعتقاده بوجوده لأن القرآن الكريم ـ في رأيه ـ كتاب مفتوح ومتاح لكل المسلمين المتخصصين في مختلف العلوم بما فيها العلوم الطبية.
وقبل نهاية العام 2006 قرر المؤلف محاولة استنتاج صفات الفؤاد ووظائفه من القرآن الكريم مباشرة بناءً على ما هو معروف من أن القرآن يفسر بعضه بعضاً.. ولإيمان المؤلف العميق بدقة المصطلح والتعبير القرآني استطاع المؤلف استنتاج بعض صفات الفؤاد ووظائفه من القرآن الكريم. أضاف المؤلف هذه الاستنتاجات مع أخرى عن القلب لورقة نشرت في العدد الأول لمجلة جامعة السودان المفتوحة بعنوان «أساليب التدريس وتأثرها بأساليب التعلم».
لقد اكتشف المؤلف أن المشكلة الرئيسة في عدم الوصول إلى تعريف واضح للفؤاد كانت إصرار الكثيرين على وجود ترادف بين القلب والفؤاد أي أن القلب هو الفؤاد.. هذا تلقائياً أدّى إلى إيقاف أي تقدم في التمييز بين وظائف القلب والفؤاد، وبالتالي الخلط بين وظائف الاثنين.. ولهذا فإن أهم ما قام به هذا الكتاب هو الاستعانة بالقرآن الكريم للتمييز الواضح بين وظائف ومهام كل من القلب والفؤاد. ومن ثم تحديد دور كل واحد منهما وتأثيره على الإنسان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق