بتاريخ : الثلاثاء 19-07-2011 08:45 صباحا
أخي الكريم الأستاذ أحمد المصطفى حفظه الله، منذ فترة أتابع وباهتمام استفهاماتك التي تلامس نبض القارئ وتتفاعل منسجمة مع حراكنا المجتمعي وتعكس همومنا بتشعبها وتنوعها.. وما جعلها أكثر مصداقية انحيازك الواضح والصريح لهموم ومعاناة البسطاء والطيبين وهم سوادنا الأعظم الذي نعتز به ونفتخر، وكثيراً ما تنطلق الاستفهامات والتساؤلات مصاحبة وقائع أحداثنا ومناسباتنا تظللها الحيرة أحياناً وتحمل في ثناياها الأمل بحل مرتقب أحياناً أخرى.
كنت ضمن وفد من الجالية السودانية بحائل ذهبنا لنفرح ونبارك ونكرم الطالب النابغة/ مازن قرشي مصطفى قرشي «الطالباب» والذي أحرز 100% في اختبار التحصيل و99% في اختبار القدرات و99.73% في الثانوية العامة السعودية، اتصلت عليه بعض الجامعات السعودية أملاً في أن يلتحق بها خاصة وأنه نادراً ما يحرز طالب هذه النسب في القدرات والتحصيل، بقدر فرحي لمازن وسروري بنبوغه، تجدني أرسل استفهاماً حزيناً، هل لدولتنا أوعية تستوعب النوابغ والمتفوقين لتلبية حاجاتها المستقبلية خاصة وأن معظم دول العالم المتحضر يُعنى بهم وبتوجيههم لمجالات وتخصصات تُحدث الفارق النوعي وتحقق السبق في مجالات الابتكار والابداع، إن رعاية المتفوقين والموهوبين توفر للمجتمع نبعاً متدفقاًً من الموارد البشرية المتميزة القادرة على العطاء والإسهام في حل المشكلات التي تواجه المجتمع فهم أساس كل نشاط اقتصادي أو اجتماعي فهم المخترعون والمبدعون فهم ثروة لا تقدر بثمن، وما يزيد أهمية هذا الموضوع هو التنامي المتزايد بمؤشر الابتكار العالمي والذي تتبارى الدول لدخول حلبة التنافس فيه والحصول على المراكز الأولى، فكونت الهيئات ووضعت البرامج ونشرت الخبراء للكشف عن النوابغ واستقطابهم، ودائماً ما يتناسب المركز الذي تحرزه الدولة مع اهتمامها بالنوابغ فيها فنجد سويسرا في المركز الأول في مؤشر الابتكار 2011والسويد في المركز الثاني وسنغافورة في المركز الثالث مما يؤكد أن الابتكار أضحى ظاهرة عالمية، قال عنها السيد سوميترا دوتا أستاذ الأعمال والتكنولوجيا في الكرسي الجامعي رولان برجيه في المعهد الأوروبي لإدارة الأعمال: «للابتكار دور حاسم في دفع عجلة النمو في البلدان المتقدمة والبلدان النامية على حد سواء، وخاصة عندما يكون الاقتصاد العالمي لا يزال يمر بحالة التعافي»، وأضاف: «قد أصبح مؤشر الابتكار العالمي أداة معيارية قيِّمة تشجع على الحوار بين القطاعين الخاص والعام، بما في ذلك راسمو السياسات ورجال الأعمال». وقال المدير العام للمعهد الأوروبي لإدارة الأعمال السيد فرانسيس غري مشددا: «يعد الابتكار عاملاً رئيسيًا في تحقيق النمو الاقتصادي وإيجاد فرص عمل أفضل. كما أنه أساسي لتحقيق القدرة التنافسية للبلدان والصناعات وفرادى الشركات»، وأضاف قائلا: «بيد أن الابتكار ومزاياه الجمة لا يأتي دون الاستثمار المجدي في الوقت والجهد والموارد البشرية والمالية» الأمر الذي جعل العديد من الدول تستقطب النوابغ وتقدم لهم الحوافز والتسهيلات وتوفر لهم بيئة تمكنهم من الإبداع والابتكار. فهل نتعشم ونأمل أن يجد مازن ورفاقه رعاية تبعث فينا الأمل لاحتلال أحد المراكز في مؤشر الابتكار العالمي؟؟
د.أزهري أحمد عبدالله الخضر
> تعقيب:
أخي الدكتور أزهري هنا جسم اسمه «هيئة رعاية الإبداع العلمي» لا نسمع لها حساً إلا في توزيع الجوائز على المبدعين والمتميزين مشكورةً لكن ما مقدار دورها في الرعاية؟ هذا ما يحتاج إلى استفهام.
الدعوة لوزارة التعليم العالي ولكل جامعاتنا وقادة هذه الدولة ليرعوا مازن وأمثاله، ميزانية أي احتفال يمكن أن ترعى عالماً. وخليك من بدل اللبس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق