بتاريخ : الخميس 14-07-2011 08:54 صباحا
المعروف أن العمالة البنغلاديشية هي أرخص العمالة في الخليج وفي كثير من أنحاء العالم غير أنها ممنوعة من دخول الكويت، يهمنا هنا فقط رخصها، عرفت عزيزي القاري معنى البنغلة هي الصفة التي تطلق على الأجور الزهيدة.
إذا دخلت يوماً إلى حوادث مستشفى الخرطوم أو أي مستشفى آخر ووجدت عدداً من شباب الأطباء يتفانون في خدمة المرضى ولساعات طوال أعلم أنهم رجال يكتمون غيظاً. اعلم أنهم ليسوا كلهم أطباء بوظائف يؤدون واجب وظيفتهم، بل هم في حالة يسمونها بنغلة «بنغلة» حيث هم ممن لم يجد وظيفة في الدولة وينتظر واحد من اثنين، إما الدراسة أو الهجرة إلى خارج البلاد، لا أريد أن أقول بلاد لم تحترم علمه بل جعلت منه سُخرة. وفي هذا الأثناء يلجأون لـ«البنغلة» حيث أجرة هذا الطبيب الذي يعمل كما النحلة 2.5 جنيه في الساعة، يعمل 8 ساعات بعشرين جنيهاً، تخيّل 8 ساعات بعشرين جنيه أي سخرة هذه؟!! ربما يكون فيهم عقلاء يريدون أن يحتسبوا ويخففوا على المرضى من خلق الله ولا تهمهم الأجرة التي يتقاضونها ولكن قطعاً فيهم من يريد أن يسكت صياح بطنه الجائعة أو تنتظره أسرة عقدت عليه آمالاً يقتلها الفقر.
بعد هذا انظر ولتدمع عينك بعد المقارنة.
أقرأوا معي ملخّص هذا الخبر «أقرّ والي ولاية القضارف الأستاذ كرم الله عباس الشيخ بتذمر وسط بعض أعضاء حكومته بسبب ضعف المرتبات والمخصصات الدستورية، وكشف مصدر مطلع بحكومة كرم الله أن مخصصات الوزير بحكومة القضارف تبلغ «3500» جنيه بينما تبلغ مخصصات المعتمد «3100» جنيه، وتصل مخصصات الدستوري بولايات مجاورة للقضارف لقرابة الـ«13» ألف جنيه.
في حديث طويل مع نافذ في ولاية الجزيرة شكا فيه من مخصصات المجلس التشريعي للولاية وكثرة عدد اللجان وامتيازات رؤساء اللجان، عدد أعضاء المجلس 84 عضواً مرتب العضو 2500 جنيه، أما رئيس اللجنة اسكت ساكت مرتب وامتيازات ومخصصات تفوق الوزراء وهناك رئيس ونائب رئيس ورائد مجلس كل هذا لولاية الجزيرة التي حالها ما عاد يحتاج شرحاً «أطلع فوق وشوف الخريطة لتعرف المقصود بولايات مجاورة للقضارف».
يوم قلّص والي القضارف عدد الدستوريين بولايته إلى النصف 43 دستورياً أوصل العدد 22 دستورياً. كتبت« من كرم الله على الناس كرم الله». وخشيت أن لا يصمد ولكن يبدو أن الرجل كعهدنا به صامد مقدماً مصلحة مواطنه على دستورييه.
قارنوا معي أجرة البنغلة وأجرة الدستوري «مرتب نائب التشريعي يساوي عشرة أطباء بنغلة» واخرجوا معي بنتيجة مفادها أن السياسيين أفسدوا حياتنا.
أختم بهذه الحادثة: نزلنا من الطائرة بعد رحلة داخلية لبعض مشاريع التنمية نزلنا علماء وسياسيين وصحفيين. مما لفت نظري انتظر السياسي عدد من الرجال حرس وأمن وسائق ومدير مكتب، توجّه العالم ومدير الجامعة المشهور جداً إلى سيارته وقادها بنفسه وكنت أسير خلفه بسيارتي والغريب أن السياسي والعالم سينامان في نفس الحوش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق