بتاريخ : السبت 25-06-2011 08:43 صباحا
الثورات العربية الأخيرة رغم أنها لم تبلغ غاياتها إلا أن الطريق إلى الأهداف كان مختلفاً جداً، تونس ومصر اجتازتا العقبة الأولى بسلام، وهو تنحي الرئيس فكل من بن علي «صراحة إني استكثر عليه اسمه الأول زين العابدين» وحسني مبارك يحق لنا أن نقول فيهم رغم كل بشاعة حكمهم وفساده كلمة استحقاه بالمقارنة مع ما يجري في ليبيا واليمن وأخيرًا سوريا.
لم يقتدِ بحسني وبن علي صغار العسكريين في ليبيا واليمن وذلك لأسباب، في ليبيا ولطول المدة والقهر الذي مارسه القذافي لأربعين سنة من القهر وحكم الفرد المطلق أوصله لحالة مرضية نفسية لا تخطئها العين، فهو مرة ملك ملوك إفريقيا وهو القائد العظيم وهو زعيم الرؤساء العرب ولم يبقَ له إلا أن يقول أنا ربكم الأعلى. ومارس الحكم في ليبيا كأنها ضيعة من ضيعاته ولم يُعلم ولم يتعلم.
أما صاحب اليمن علي عبد الله صالح فقد سندته القبلية كل هذه السنين وليس له من مؤهل غيرها وأراد كسر اليد التي رفعته، يد الأحمر، ولكن الله غالب على أمره جاءه ما ظن أنه في مأمن عنه وحرسه بقيادة ابنه والآخر بقيادة أخيه وما عرف أن دعوات اليمنيين ليس بينها وبين الله حجاب لكثرة ما ظلموا. وغادر اليمن غارق في دمائه.
أما الشعوب فلها الله وخصوصاً الشعبين اليمني والسوري ورغم الفارق الحضاري بين الشعبين إلا أن شعب اليمن اليوم يعيش وضعاً أشبه بالصومال والدولة تنهار وتذوب كما لوح ثلج في نهار خرطومي، وانعدمت مقومات الحياة ولم يبق إلا إصرار الشباب على التغيير.
شعب سوريا يواجه نظام البعث والطائفية ولكن وصل مرحلة أن يحيا بكرامة أو يموت، ولسان حاله يقول للبعث :«ليس الزمان كزمان حماة في ثمانينيات القرن العشرين حيث تقتل الآلاف ولا يسمع بك أحد، العالم الآن كله مرصود وتحت أضواء كاشفة».
ليبيا تستجدي الوقود وهي التي كانت تصدر مليونين ونصف والقذافي يريد أن يردها إلى ما وجدها عليه، وكأن الذي يجري لا يكفيها، ومن حصون ظنها مانعته من الله يزمجر صوتاً بلا صورة وأنى له الصورة بعد اليوم!!.
من وراء كل هذه الثورات قوة خفية تريد الديمقراطية في مكان ولا تريدها في مكان آخر تريد التغيير في مكان ولا تريده في المكان الآخر، وقبل كل هذا وبعده تريد النفط بلا مقابل. كل هذه الطلعات الجوية محسوبة بالدقيقة وبالدولار وكل جدار هدم سيبنى وبالدولار واليورو. هذا الغرب ماكر من شعر رأسه إلى أخمص قدميه، هذا إن لم نقل لص لا يتسلل في الظلام بل في وضح النهار. وما أمر الأموال المجمدة ببعيد.
هل حان وقت تقييم هذه الثورات؟ أم نصبر لنرى المزيد؟
مضطرون للكتابة عن شركة الأقطان غداً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق