الاثنين، 10 يناير 2011

لله درهم وبن لادن


الزائر للحرمين بعد طول غياب بلغ ستة عشر عاماً لا يملك إلا أن يحمد الله على هذه النعم.كثير من الأشياء تغير تغيراً كثيراً للأحسن بل للمتقن حتى الدهشة.المسجد الحرام على سعته وعلى كثرة مرتاديه منذ الأزل لم يشهد وتيرة زيادة كما هو الآن في عهد سرعة التنقل. تخيل ملايين الناس في مساحة محددة كم تحتاج من خطط لمقابلة احتياجاتهم داخل وخارج الحرم؟ المؤتمرات معلومة الزمان والمكان والعدد يقوم عليها في بلدان أخرى عشرات بل مئات وتلاحقها العيوب ، فكيف بمؤتمر دائم دوامة الحياة والأعداد كبيرة ومتنوعة الثقافات والألوان والأمزجة والمتطلبات.

تخيل مكان بهذه المساحة وهذا الارتياد كم تكلف نظافته وكيف يُنظف أصلاً؟ وكيف توفر ماءً مستمراً يكفي لهذه الأعداد استمرارا دائماً وبعضه مبرد وبعض غير مبرد ومن ماء زمزم .لا يمنع أحد بقانون إلا قانون السماء فالذي يريد ان يأكل لا يمنعه أحد وتفرش له المفارش ويقوم العمال المسلمون بجمع ما بقي من طعام في لحظات هي بين الآذان والإقامة وما أقلها من مدة ويخلو المكان على سعته من اثر من آثار الأكل والشرب ويصطف المصلون كان شيئاً لم يكن.القائمون على الحرمين حفظهم الله لم يبخلوا عليهما بأحدث التقانات في كل شيء أجهزة الصوت وأجهزة الصورة ومعدات النظافة وخبرات كلها مسلمة - حيث محرم دخولهما لغير المسلمين- مما يعني أن المسلمين إذا ما تضامنوا فلهم مقومات لا يستهان بها ويمكن أن يتقدموا العالم.

الأمر في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وفي مسجده بلغ حد الإتقان تماماً إذ يندر ان تجد ما يستحق نقداً مثل قولك ماذا لو فعلوا كذا فكل ما يخطر بالبال قد تم تنفيذه ولقد وقفت طويلاً أمام معدات النظافة المتنوعة بعضها للسقف حتى لا يعلق به غبار وترتفع كهربائياً وتطوى كذلك وبعضها كالسيارات تعمل بالكهرباء لنظافة الساحات الخارجية وكثيرة هي ومتنوعة الخدمات التي تقدم داخل المسجد النبوي وليس هناك مكان يضيق بأحد رحابة في كل شيء، اللهم إلا مساحة الروضة والتي قال فيها صلى الله عليه وسلم : بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة)) هنا فقط ينتظر المصلون بعضهم بعضاً.

أما إذا خرجت إلى خارج مسجده صلى الله عليه وسلم فالمدينة صارت تحفة معمارية،عشرات الفنادق بارتفاع واحد تقريباً كلها من 14 طابق ومتشابهة إلى حد كبير لا تفرق بينها إلا بالأسماء أو قليل من الاختلافات في النوافذ. مما جعل مركز المدينة المنورة مكتمل التنسيق لحد الانبهار.

وإذا كان وقوف السيارة مشكلة فعند مؤسسة بن لادن - المؤكل لها كل إنشاءات الحرمين منذ زمن بعيد – الحل أن جعلت من كل المساحة حول الحرم تحت الأرض مواقف سيارات.

من لا يشكر حكومة المملكة العربية السعودية على رعايتها للحرمين بهذه الطريقة الرائعة والمتجددة جاحد وتنقصه الشجاعة، ومن لا يشكر مؤسسة بن لادن على هذه التحف المعمارية في عينه رمد.

طبعاً لا مجال هنا لكلمة ولكن .

ليست هناك تعليقات: