وصلتني هذه الرسالة من الأستاذ أبو علامة ولم أجد غير هذا العنوان عنوانا يليق بها. مع ما بيننا من ود وصداقة قديمة.إلى الرسالة.
الأخ العزيز الأستاذ احمد المصطفى إبراهيم الصديق
السلام عليكم ورحمة الله
بلغني ان أحد المعتمدين بعد اجتماع عاصف مع رجال ونساء التربية بمحليته أن قال لهم في نهاية الاجتماع أريد مدرسة المستقبل.أما أنا فأريد مدرسة الماضي!!!في الماضي القريب كانت المدرسةُ مدرسةً، بكل معنى الكلمة،مظهرا وجوهراً.ناظرها إداري تربوي مقتدر،ومعلموها مؤهلون ومدربون،ومكتبتها عامرة،ومعلمها يؤدي غرضه وزيادة،ومناشطها الأكاديمية والثقافية والرياضية والاجتماعية على أحسن ما يكون،ومبانيها مهما كان نوع المادة التي شيدت بها تفي بالغرض وتزيد.
يبدأ التلميذ درسه في مدرسة الماضي القريب بالكتابة بإصبعه على الأرض،فينضج عصبه،ثم ينتقل الى لوح الارتواز فيزداد عصبه نضجاً، ثم يكتب في كراسته بقلم الرصاص فيقعد الحروف والأرقام ويقيم خطوطها ثم يستعمل الريشة والمحبرة فتزداد قدراته القرائية والكتابية،وأخيراً ينتقل الى قلم ( التروبن) فيحسن القراءة والكتابة تماماً.وعندنا الآن أجداد وجدات يجيدون القراءة والكتابة نبينما حفيداتهم حاملات البكالريوس يخطئن في كتابة أسمائهن.
لست من عبيد الماضي ، ولكنني اقر الحقيقة المُرّة،والتي لو لم نواجهها بكل الواقعية والصدق فلن نتعلم ولن نتقدم.الحجة التي يجابهك بها دعاة المستقبل دائما:انظر كيف كنا ، وكيف نحن الآن!!كانت المدارس في كل المراحل على طول البلاد وعرضها بالعشرات وهي الآن بعشرات الآلاف.
هذا حق واقع لا ننكره زكم هائل من المدارس ولكنه كم مهمل سائب لا خير فيه.أو لنكن منصفين خيره قليل جداً.
ثم حجة أخرى تظهر على استحياء: الإمكانات فنحن بلد فقير وهذه كلمة حق يراد بها باطل. فلا نريد ان نتطاول ونسأل :كم نصيب التعليم من الدخل القومي؟أحسنوا توجي ما هو متوفر من الأموال المخصصة للتعليم،وستغطي باذن الله عائداً حلو المذاق.
(وأورد معركة السيدة مارغريت تاتشر يوم كانت وزيرة تربية في بريطانيا وأنها وجدت التعليم متخلف جدا والمدارس ينقصها الكثير ووضعت ميزانية تعليم قال مجلس العموم البريطاني أنها باهظة وصعبت التحقيق وخلصوا إلى سحب كاس الحليب الذي كان يقدم للتلاميذ منذ أن كانت بريطانيا فقيرة في عهد الملكة فكتوريا وبميزانية الحليب نهضة تاتشر بالتعليم في بريطانيا). وقال الأستاذ أبو علامة:السؤال الذي نطرحه على السادة المسئولين في التعليم وفي غيره من أجهزة الدولة عندنا:كم من أكواب الحليب يمكننا توفير ثمنها للرجوع إلى مدرسة الماضي المجيد قبل ان نشرع في إيجاد مدرسة المستقبل الزاهر بإذن الله.
عبد الله أبو علامة
مدير مدرسة البشاغرة غرب الثانوية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق