السلام عليك أيها القاري العزيز وكل عام وانتم بخير إذا كان التاريخ أعلاه هو يوم عيد ميلادك مشاركاً ملايين من أبناء هذا البلد المولودون – في الأوراق – في مثل هذا اليوم. يبدو أن الاهتمام بشهادات الميلاد قديماً كان ضعيفا جداً وفي جيلنا لا نجد إلا الولاية الشمالية هي التي كانت تهتم بشهادات الميلاد أو أن مواطنوها كانوا أكثر تعليماً من غيرهم أو لهجرتهم المبكرة أو لمجاورتهم لمصر كل واحد من هذه أو كلها يعد سببا من الأسباب التي نجد فيها من جيلنا من يحمل شهادة ميلاد وليس شهادة تقدير العمر التي دائماً ما تكون 1/1/.... م.
هذا لا يمنع أن بعض أبناء الجيل الأول من المتعلمين يحملون شهادات ميلاد. غير أن الاهتمام بشهادات الميلاد يجب أن يكون أمراً لازماً. في دولة مجاورة تسجيل المواليد باليوم والساعة والدقيقة ولا تمنح الشهادة إلا بعد أن يكمل المولود كل جرعات التطعيم. ترى كم فائدة تجني تلك الدولة من هذه الصرامة في تسجيل المواليد؟ التسجيل الدقيق يساعد على الدراسات والتحليل الإحصائي ويشعر الإنسان بأنه رقم في قائمة الدولة وانظر للفوائد الصحية من التطعيم في وقته التي تريح من حملات التطعيم – رغم نجاحها المشهود- ويبحث الوالدان عن مراكز التطعيم بدلا من ان تبحث حملات التطعيم عن المواليد.
أمر المواليد وتسجيلهم يحتاج إلى تعاون واجب بين وزارة الداخلية وزارة الصحة ودوائر الحكم المحلي فهلا هبوا؟ الغريب ان شهادة الميلاد كانت تمنح بالمجان ومكتوب عليها مجانا باللون الأحمر ولكن عندما تفشت الجبايات صارت بمبلغ يختلف من مكان لمكان.
غير أن هذا التاريخ عيد الميلاد الجماعي رغم ما به من عيب استفاد منه بعض الناس.سمعت أنه في دولة أحسبها اليابان يهتمون جداً بمن يولد في اليوم الاول من السنة وقد احتفلوا بسوداني مكتوب على جوازه تاريخ ميلاده 1/1/... أيما احتفال وما علموا أن ثلاثة أرباع هذا الشعب مكتوب على جوازاتهم نفس هذا التاريخ ويبدو انه بعدما تكرر دخول السودانيين المولودين - جوازاً - في نفس التأريخ.
في هذا اليوم لا نحتفل بميلاد ملايين السودانيين فقط بل نزيد عليه احتفالاً بعيد استقلال هذه البلاد من الاستعمار وكثيرون يرددون مع الفنان وردي – رزقنا الله ورزقه حسن الخاتمة - يرددون معه ( اليوم نرفع راية استقلالنا ) ومن أجمل الأخطاء التي أحبها عندما ينطقها بعضهم (اليوم نرفع راية استغلالنا) شهادة حق ان وردي ممن يجيدون نطق القاف ولا يقلبها غياً. فنحن مستقلون أم مستغلون؟ هذا السؤال يحتاج وقفة فلقد استغل السياسيون البلاد زمنا طويلاً وأقعدوها وذواتهم وأسرهم مقدمة على أحزابهم وأحزابهم مقدمة على الوطن.
ولا حول ولا قوة إلا بالله. اللهم أجعله عاما خيرا من كل التي سبقته وليس ذلك على الله بعزيز.
وعقبال تطفوا الشمعة المائة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق