الاثنين، 10 يناير 2011

قليل من التجويد يا «ثابت»



في صالات المغادرة في مطار الخرطوم «يدي لا تطيعني لكتابة الدولي» توقعت، في صالات بهذه العصرية، أن تكون فيها شبكة لا سلكية للانترنت كخدمة لا بد منها لمسافري هذا الزمن الجميل، ولم تخيِّب «ثابت» ظني فقد وزعت كمبيوترات على أعمدة الصالات، ولكن تصدمك حقيقة أن الإشارة ضعيفة وأحياناً لا توجد إشارة، مما يجعل هذا العمل ديكوراً ليس إلا. هل فشلت «ثابت» في تقوية الإشارة؟ إن هي فشلت فلتفسح المجال لغيرها، حتى لا تحرجنا أمام مستخدمي الانترنت ويخرجون بسمعة مش ولا بد عن دولة السودان التي شهد لها العالم بأنها كانت سباقة في تطوير الاتصالات في بداية عقد تسعينيات القرن الماضي. وقلت استخدم الشبكة اللا سلكية مع كمبيوتري النقال، لكن أيضاً جاءت الإشارة ضعيفة وأحيانا معدومة. المتجول في صالات المغادرة بمطار الخرطوم وخصوصا لو كان من الذين سافروا كثيرا عبر الصالات القديمة، يلاحظ تطوراً كبيراً من حيث النظافة والرحابة، ولكن لا بد أن تجد بصمة عدم الإتقان في مكان ما، مثلاً أسلاك كهرباء مكشوفة تمد ألسنتها كالثعابين السامة، وقطعاً عطل كهذا لو حدث في بلد آخر لاستبدل «الفيش» المحروق بآخر في لحظات، وبحثت الجهة المنوط بها عن سبب احتراقه، حتى لا يتكرر الحريق إن كان من سوء الأجهزة المستخدمة أو نوعية «الفيش»، ولكن أن تترك هكذا ولأيام فهذه بصمة عالم ثالثي«اسم الدلع لمتخلف». هذه الصالات الجميلة قطعا لها مدير صالة ومعه آخرون، فهل فتح الله عليهم باستفسار ماذا تلاحظ أخي المسافر وماذا تريد؟ هل فكروا في صندوق لا أقول للشكاوى ولكن للمقترحات والتجويد، وقديما قالوا نصف رأيك عند أخيك. لو أمسكت قلماً وورقة لكتبت في تلك الساعات التي قضيتها في مطار الخرطوم عشرات الملاحظات من أفياش تحتاج لتغيير وأخرى تحتاج لإعادة ربط، ومن بوهيات بدأت تتساقط من الجدران وجعلت منظر الجدران كحسناء في ساقها او قدمها جرح متقرح. ثم هناك الذي تعب في وضع لوحة في المصلى مكتوب عليها القِبلة وجاء بسجادة والموكيت المسطر ليس في نفس الاتجاه، أما كان يمكن تغيير الموكيت وكله 4 أمتار مربعة أو أقل؟ أم كُتب علينا النقص وعدم التجويد؟!! ولكن بالعموم الصالات نظيفة وباردة، وشاشات تلفزيونية موزرعة في عدة جدران بعضها يعمل وبعضها يشكو الصمت لماذا لا ادري؟ وليس هناك من تسأله. طبعا لا بد من ملاحظة التطور الذي أحدثته الأجهزة الملحقة بالكمبيوترات من barcode reader والتي تجعل الصفوف تمر مر السحاب، وليس هناك أطفال يتلوون على جنبات أمهاتهم من طول الوقوف في الصفوف.. والحمد لله. إلى مدير صالة المغادرة.. لا تكتفِ بالجلوس في مكتبك، وقم بالطواف على هذه الصالات الجميلة لتظل جميلة إلى أن يتم الله المطار الجديد.

ليست هناك تعليقات: