بتاريخ : الخميس 16-12-2010 |
عندما يكثر الحديث عن الفساد وعدم المحاسبة وعندما يقدِّم المراجع العام تقريره السنوي أمام المجلس الوطني «البرلمان» يصاب الناس بإحباط شديد. ولهم الحق فمن قدّم نفسه باسم الدين والمشروع الحضاري، اسم الدلع للشريعة ، كأنما الشريعة عيب أو كلمة متخلفة تحتاج تجميلاً، من قدم نفسه تحت ذلك المسمى عليه أن يكون على قدر ما قدّم من برامج حتى لا يحرج من معه ويسيء لمقدسات الآخرين. يصعب أن تجد رجلاً عاماً مبرأً من النقد ولكن بعد ذلك يأتي الحساب المفصّل، هل نفعه أكثر من ضرره أم العكس ومقاييس ذلك متفق عليها تحت ما رفع من شعار وما وليَّ من منصب. أصحاب الضمائر الخربة وأصحاب الهوى كثيرون في كل زمان ومكان، لكن ما من منصب إلا فوقه منصب يجب أن يحاسبه ويراجعه. أما أن يرى الناس كل يسير على هواه ومحققاً أحلامه فهذا ما يشوه الصورة وكل المجتمع عيون. كثيرًا ما ينفضُّ السامر بعد أن يقدِّم المراجع العام تقريره المحبط كل عام أمام البرلمان وينتظر الشعب محاسبة أو طمأنة على ماله العام ولكن تذهب الآمال أدراج الرياح. حتى يخيل إليك ليس في القوم من يخاف حساب الله وتنفرج أسارير نفسك من موقف هذا هو. كنت قبل الأمس بالعلاقات البينية لعمل عادي في الجوازات، لنعطيهم حقهم أولاً ونعرِّج على أن موقف العمل في هذه الدائرة تطور تطورًا كبيرًا ولا تحتاج لواسطة أو ترجي أو رشوة تتقدم مكتمل الأوراق ومنتفخ الجيب يتم لك ما تريد في أقل من ثلث ساعة. شكرًا إدارة الجوازات على هذا العمل المنساب وأتمنى أن تكون كل الأقسام مثل قسم العلاقات البينية. في ذلك المكان كان هناك رجل كبير عندنا وأتمنى أن يكون كبيرًا عن الله، مدير لهيئة حكومية ضخمة جداً يقوم بإجراءات الجوازات بنفسه. بعد أن تسالمنا استغربت مجيئه لمثل هذا الإجراء بنفسه. قلت أليس من موظفيك من يقوم بمثل هذا العمل؟ كان الرد مذهلاً لي وعقدت الدهشة لساني!!. قال: هذا عمل خاص وليس للعمل به علاقة لذا أقوم عليه بنفسي!!!! ما أروعك وما أورعك يا فلان! ولن أسميه لنلتقي عند رب العالمين شاهداً له وليس عليه بهذا الورع. ودلفنا لموضوعات أخرى وجدت تطابقاً كبيرًا بين ما يفعل وما يقول وأراحني. غيرك وأقل منك يستغل كل أجهزة المؤسسة ليس لشخصه بل لأسرته وأسرته الممتدة وربما جيرانه، حسبنا الله ونعم الوكيل. كم مثل هذا الرجل النبيل لا يعرفون الإعلام ولا يعرفهم الإعلام وهم بهذا النبل وهذا الورع وزعيط ومعيط نطاطين الحيط يملأون الإعلام كذباً ونفاقاً هم أنفسهم لا يصدقون ما يقولون وينتظرون الآخر أن يصدقهم. أكون سعيداً لو أجد الإجابة عن سؤال: كم مثل هذا الرجل ممن يتولون أمر الناس؟؟؟؟ |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق