بتاريخ : السبت 18-12-2010 |
قناة «الشروق» واحدة من قنواتنا السودانية المهاجرة، وسبب هجرتها وأخواتها ليس هذا مكانه، لكننا الآن بصدد موضوع آخر تماماً هو واحد مما تقدمه من برامج، ذلكم هو برنامج الأطفال المسمى «قطار الزهور». حفيدي ابن الثلاث سنوات لا يقرأ ولكنه يحفظ شعار قناة «الشروق» من بين مئات القنوات التي في قائمة المستقبل الرقمي digital أو هكذا صار اسمه الشعبي، وإذا ما كانت هناك عدة مايكرفونات أمام متحدث يؤشر على مايك قناة «الشروق» وينطقها «الشرود» فرحاً بمعرفته للشعار، ألا يحسب هذا لهذه القناة؟ محمد يعرف أوقات بث «قطار الزهور» ويحتكر التلفزيون تماماً عند تقديم هذا البرنامج في الصباح عند التاسعة وفي الثالثة مساءً. رغم أن الكثير من مواد البرنامج ليست مناسبة لعمره، ولكنه يجد متعة في الرسومات والأصوات وموسيقى «الحكواتي» وتعبير المشي تنقش تنقش تنقش. السؤال هل في علوم الإعلام وتقويمه فقرة لقياس نجاح البرامج المشاهدة، مثال لمثل هذه الظاهرة أن يتعلق طفل ببرنامج؟ في رأيي هذا ميزة يجب دراستها ووضعها في قمة تقويم البرامج الناجحة. وشاهدنا من برامج الأطفال ذلك البرنامج الذي كان من ضمن برامج التعاون الخليجي برنامج اسمه «افتح يا سمسم» صرف عليه مال كثير ليخرج مثالاً لبرنامج تربوي كامل الدسم من حيث الأهداف وتحققها، وخصوصا اللغة العربية، فكان باللغة العربية الفصحى، وهذه ميزة عظمى أخرجته من المحلية لكل الدول العربية، لذا إذا أرادت قناة «الشروق» إضافات جديدة لتخرج من المحلية، فلتقدم برنامج الأطفال باللغة العربية الفصحى، وهذا أيضا يساعد على بناء وطن واحد، فاللغة عامل من عوامل التوحد لا تخطئه العين. هل نطالب قناة «الشروق» وقنواتنا الأخرى بأن تتعب كثيرا لتجويد مثل هذه البرامج الهادفة، وتصنع خيرا وتكون عاملاً من عوامل التربية في بلد ليست فيه قنوات تربوية «لأكون صادقاً، فيه قناة تربوية واحدة تجارية في دائرة نصف قطرها 50 كلم فقط، يعني لولاية الخرطوم فقط وهل بعد ذلك عيب؟» وفي الجارة مصر عشر قنوات تربوية لكل مستويات التعليم. هذه القنوات لماذا تفترض أن هذا الشعب لا يعجبه إلا الغناء والمديح؟ واستفهام آخر أليس من واجب القنوات الفضائية المشاركة في ترقية الذوق وتربية الأجيال القادمة. وما من شك أن قناة «الشروق» وأخواتها مؤهلة للقيام بدور إيجابي يكون له أثر أكبر في مستقبل هذه البلاد. كثير ما يمكن أن يُكتب ويُقال في وعن القنوات الفضائية. وإلى عمود آخر بإذن الله، نقول لكم خرجنا تنقش تنقش تنقش. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق