الأربعاء، 12 يناير 2011

منظمة المؤتمر الإسلامي «40» عاماً




كثرت المسميات التي تنتهي بصفة «الإسلامي» داخلياً وخارجياً صغيرها وكبيرها، لذلك أدخلت السامع في حيرة وما عاد يعطي الأمور حجمها. ومنها ما يتكسب بصفة «الإسلامي» وينافس به، خصوصا البنوك الإسلامية، فمن يُلحق هذه الصفة باسم بنكه يضمن ملايين الزبائن الباحثين عن مستودع حلال لمدخراتهم أو تمويل حلال لنشاطهم. ولا تخطئ العين ولا الأذن مكانة مصارف إسلامية كانت مثل طوق النجاة في زمان كَثُرَ فيه الربا.
غير أن الأمر الإسلامي وإشكالاته لا تحلها المصارف وحدها، فكثير من التكتلات السياسية والتجارية صارت تناطح مجتمعة، وانتهى زمن الأفراد والآحاد. فهناك منظمات كثيرة دولية وغير دولية تنتشر في العالم، ولا بد أن يكون للإسلام فيها نصيب يجمع ربع سكان الكرة الأرضية تقريباً، فعدد المسلمين «1.4» مليار مسلم منتشرون في العالم، معظمهم في رقعة جغرافية متصلة تبدأ شرقاً من الصين إلى المغرب غرباً، وهي ذات موقع جغرافي متميز ومناخ متميز، وتربطها مياه تعطيها قيمة إضافية كبيرة.
ونحن اليوم بصدد منظمة المؤتمر الإسلامي في عيدها الأربعين، ورغم هذا العمر المديد فمازال هناك من يخلط بينها ومسميات كثيرة مثل مجمع الفقه الإسلامي، البنك الإسلامي للتنمية والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو»، رغم أن كل هذه الكيانات أبناء شرعيون لمنظمة المؤتمر الإسلامي، فكيف عرفنا الأبناء ونسينا الأب؟ هذا ما يحيلنا إلى سؤال هل العيب فينا بوصفنا سودانيين، أم في منظمة المؤتمر الإسلامي؟ فلنتشارك الخطأ « فيفتي فيفتي».
وما كان للمنظمة ذكر ولا دور يجعل الناس يسألون عنها رغم عمرها المديد، وما أخذت بعض حجمها إلا في السنوات الخمس الماضية، يوم اعتلى سنامها البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي، وخرج بها من المكاتب إلى الحياة، وصار لها دور سياسي ودور إنساني. وللمرة الأولى نعرف أن «منظمة المؤتمر الإسلامي ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة، وتضم في عضويتها سبعاً وخمسين «57» دولة عضواً موزعة على أربع قارات. وتعتبر المنظمة الصوت الجماعي للعالم الإسلامي، وتسعى لصون مصالحه والتعبير عنها تعزيزاً للسلم والتناغم الدوليين بين مختلف شعوب العالم. وقد أنشئت المنظمة بقرار صادر عن القمة التاريخية التي عقدت في الرباط بالمملكة المغربية يوم 12 رجب 1398 هجرية «الموافق 25 سبتمبر 1969م» رداً على جريمة إحراق المسجد الأقصى في القدس المحتلة».
والمنظمة اليوم بأعضائها الـ «57» هي أكبر حجماً وهدفاً من منظمات شغلتنا كثيراً، ونراها تموت موتاً سريرياً، فالجامعة العربية مثلاً ذات الـ «22» عضواً، فكل عضو في وادٍ، بل تفرق أعضاؤها بدون إعلان تحت مسميات أخر، ولا يجتمعون فيها إلا مجاملة، وكل اجتماع تخرج منه أضعف من الذي قبله.
ومنظمة المؤتمر الإسلامي ليست في حاجة لتقوم بديلاً للجامعة العربية، ولكنها أشمل منها وأقوى منها لعدة أسباب، إذ فيها دول صارت أرقاماً، فمن يستصغر ماليزيا أو تركيا أو السعودية أو إيران؟ هذا غيض من فيض كثير سنفرد له المساحات بين الحين والآخر، حتى لا نغرق في الشأن المحلي فقط.

ليست هناك تعليقات: