بتاريخ : السبت 11-12-2010 03:19 صباحا | |
كثير من شوارع العاصمة القومية الخرطوم غير ثابتة العرض، تجد عرض الشارع يضيق ويكبر على حسب كبر جيوب ساكنيه. لا يختلف اثنان على فوائد التشجير وما تضفيه على المدينة من جمال هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى هذه الأشجار لها آثار على البيئة إيجابية، وتفتح النفس. كثير من أحياء الخرطوم تعدى ساكنوها على الشارع بحجة التشجير والحديقة التي خارج المنزل مما يؤثر على عرض الشارع، ومنهم من يضع حاويةً ومنهم من يجعل أمام منزله رصيفاً أسمنتياً ولا يهمه بعد ذلك ما لهذه العَملة من أثر على سعة الشارع المهم أنه زاد مساحة بيته وخلاص وقد يكون البيت ليس في حاجة لزيادة ما شاء الله. غير أني أجد العذر لبعض سكان أحياء الخرطوم القديمة التي كانت مساحة القطعة السكنية 200 متر مربع وبمرور الزمن زاد ساكنو المنزل من أولاد وأحفاد وما عاد يسعهم البيت الصغير لذا تجدهم يتحايلون على الشارع بصريف أو بمظلة أو ، أو كل ما يمكن أن يوسع للعيال. غير أن العادة امتدت للأحياء الراقية.. وكثيرون متضايقون من تصرفات بعضهم البعض في التعدي على الشوارع ولكنهم يؤثرون الصمت، حياءً وحفاظاً للود كعادة سودانية لا تعرف المواجهة إلا إذا استُفِزت. الأمر ليس مقتصراً على الأحياء السكنية بل في الأسواق الأمر أشد ألماً وفداحة إذ كمية البضائع المعروضة في الشوارع أكبر من كمية البضائع التي في الدكاكين والمتاجر. ويزداد الأمر في نهاية اليوم حيث تذهب السلطات للنوم والمقيل وهنا ينفرط عقد الأسواق ولا تستطيع أن تستغلها لا ماشياً ولا راكباً علاوة على الإزعاج المنبعث من أبواق مكبرات الصوت ذات خاصية التكرار الأوتوماتيكي، وتتمنى لو كنت أطرش أو أن تضع قطناً على أذنيك. هذا وفي شوارع آخر تكون الفواكه والخضروات على أطراف الشوارع في عرض عجيب لا أحسب أن له مثيلاً في أمة تعرف الصحة. ظاهرة المخالفات التي بعد الساعة الرابعة ساعة نهاية الدوام، أليست ظاهرة تستحق الدراسة؟ كيف لا توفر السلطات المحلية ـ إن كان لا يعجبها ما يحدث من بيع في الشوارع ـ موظفيها طوال اليوم ولثلاث ورديات او ورديتين. أليست الشرطة تعمل 24 ساعة؟ لماذا لا يعمل موظفو بعض القطاعات المهمة طول اليوم؟ أقول ذلك وقبل أن يقول لي آخر خليهم يسترزقوا لا مانع عندي من رزقهم وعملهم ولكن التنظيم مطلوب، ماذا لو خصصت مساحة كبيرة كالساحة الخضراء ليعرض فيها هؤلاء التجار الصغار بضايعهم بدلا من عرضها في الشارع؟ «في الخليج يسمون مثل هذه الساحات الحراج». صوت من بعيد: يا أخي ما تشوف حلتكم وبعدين تتكلم عن العاصمة!!. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق