السبت، 15 يناير 2011

منظمة المؤتمر الإسلامي والتحدي





بما أن منظمة المؤتمر الإسلامي ثاني أكبر منظمة حكومية بعد الأمم المتحدة وأعضاءها (57) عضوا وفيها دول أصبحت ذات وزن إما لانضمامها للنادي الذري كباكستان أو في طريقها إليه مثل إيران بالإضافة إلى دول ذات وزن اقتصادي كبير مثل ماليزيا والسعودية ودول الخليج وتركيا وتزيد كل واحدة من هذه على أخواتها ميزة أخرى او ميزات أخر فموقع تركيا كرابط بين قارتين ورغبتها الانضمام إلى الاتحاد الأوربي ودورها الاستراتيجي في الشرق الأوسط ( كوسيط في الصراع الإسلامي اليهودي او إن شئت العربي الإسرائيلي) وقبول طرفي الصراع بها كل ذلك يجب ان يحسب لتركيا مع ماضي دولة الخلافة. وبعد ذلك لكل الأعضاء دور حالي مقدر او دور مدخر للمستقبل في شكل طاقات غير مُستغلة أو ثروات تحت الأرض.
غير ان الذي ينقص منظمة المؤتمر الإسلامي – في رأيي المتواضع - هو تجاوز الخلافات المذهبية بين أعضائها فالخلاف بين السنة والشيعة أشد من خلاف كل منهما مع الديانة المسيحية مثلاً .فالأمين العام الحالي البروفسير أكمل الدين إحسان أوغلي مؤهل للقيام بدور تقريب المذاهب يؤهله لذلك علاوة على علمه وخبرته أنه من مكان شبه محايد ولم تدخله الخلافات المذهبية فقبول المذهبيين به سيكون كبيرا إذا ما خلصت النوايا ولا نريد منه حل الخلاف المذهبي نهائيا – وهذا مستحيل في الفترة الزمنية المنظورة ويحتاج الى عمل مؤسسي طويل المدى – فقط نريد منه تجميد الخلاف بين المذاهب وان يتكامل أهل المذاهب في ما اتفقوا عليه في برنامج عملي موحد ليس فيه صراع داخلي وتوجه كل الجهود لحل قضايا الإسلام الكلية مع العالم الغربي الذي اتخذ من الإسلام عدواً.
كما أسلفنا في مقال سابق منظمة المؤتمر الإسلامي مؤهلة لحل كثير من القضايا التي عجزت عن حلها التكتلات الإقليمية ، وبقليل من الجهد يمكن أن تصبح قوة ذات وزن إذا ما عرفت كيف توحد بين أعضائها وقد تجعل منهم سوق إسلامية على غرار السوق الأوربية المشتركة – سابقا – الاتحاد الأوربي حاليا.
لماذا لا يترك كل عضو من أعضاء منظمة المؤتمر الإسلامي مذهبه عند طاولة خارج قاعة اجتماعات القمة ويدخل فقط ببطاقة مكتوب:عليها انا مسلم.عندها ستكون القمة قوة مدهشة وسيحسب العالم لها الف حساب.إذا ما وضعنا خلافاتنا المذهبية في ( فريزر) وتوقفنا عن تصدير المذاهب واستعملنا هذه الطاقة المبذولة في مسح المذهب الآخر فستتحول هذه الطاقة قوة للإسلام. والقطر الإسلامي القوي خير من القطر الإسلامي الضعيف.
أتمنى أن أرى منظمة المؤتمر الإسلامي قد أخرجت هذا الكرت المذهبي وأرجعته في جيبها كما يفعل حكام كرة القدم، في إشارة ( قضي الأمر) وتنطلق لما يوحد متجاوزة ما يفرق سراً أو علانية.

ليست هناك تعليقات: