الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012

لك الفخر - يا المتعافي


الخميس, 13 أيلول/سبتمبر 2012

ما رأيت تنفيذياً «كدت أن أكتب سياسياً ولكن تجنبه للسياسة بمعناها الدارج جعلني أنصفه وأقول تنفيذياً»  ما رأيت مثيرًا للجدل والاختلاف مثل الدكتور عبد الحليم المتعافي.. وإذا ما استقال قامت الدنيا وإذا عاد قامت الدنيا، إذا ما صرح قامت الدنيا وإذا ما دار معه حوار صحفي قامت الدنيا، إذا ما أطلّ من الشاشة تحركت شبكات الاتصالات كلها بلا استثناء تلاحق الصورة وتريدها أن تكتمل.
آخر إطلالة إعلامية له كانت في «حتى تكتمل الصورة  الطاهر حسن التوم قناة النيل الأزرق» ليلة الثلاثاء الفائتة.. «وإذا ما سُئل غيري لقال البرنامج كان يوم الإثنين الساعة التاسعة مساءً» دعونا من هذا.. الطاهر يسأل مالك يا متعافي لم تكن في الزراعة كما كنت في الولاية أي لماذا لم تنجح في دور وزير الزراعة كما نجحت في دور والي الخرطوم.. وأجاب المتعافي الوالي يملك كل خيوط اللعبة والزراعة فيها شركاء آخرون.. غير أن الإجابة الصحيحة ميزانية الولاية من الرسوم والرخص والجبايات وقروشها حاضرة دائماً، أما الزراعة فأموالها دائماً بيد من لا يقدرها بقدرها وتحتاج إقناعًا واقتناعًا وتوكلاً على الله.. وتنتظر رحمة الله التي تأتي في أقل صورها رحمة بالضعفاء والعجائز والأطفال والدواب.
الطاهر يسأل لماذا انشغال الناس بوزارة الزراعة؟ لو كنت مكان المتعافي لافتخرت بهذا الحراك الذي حدث في وزارة الزراعة وهذه الوزارة كانت ميتة وقليلون هم الذين يعرفون مكانها وأقل منهم من يعرف اسم الوزير وماذا يفعل وما هو برنامجه؟ أسألوا الشارع عن اسم آخر «5» وزراء زراعة وستكون الإجابات: أنا عارف المتعافي ولكن من كان قبله والله مش عارف.. له الفخر في أن جعل من هذه الوزارة وزارة ذات صيت وذات مهام يجب أن تكون كبيرة كبر مساحات بلادنا وزارة يبحث عنها الإعلام ولا تبحث عنه.
صراحة يصعب الدفاع عن المتعافي، ولكن يسهل الدعاء له، وعلى طريقة أهلنا في غرب السودان «الراجل الما عندو عدو ولا راجل» أي من لا عدو له لا قيمة له ولا يقوم بدور وكل من يعرض نفسه للعمل العام فلينتظر الفئتين فئة المحبين وفئة الأعداء وفئة ثالثة تطلق الإشاعات.
غير أن الذي يهمني في هذا اللقاء هو تصدّر مشكلة ري مشروع الجزيرة لقائمة أولوياته والتي وعد بحلها خلال ثلاث سنوات.. وهذا بيت القصيد كما يقولون كل مشكلات التطوير مقدور عليها وأعلى عناصر الزراعة بل أهم عناصرها الري إذا ما توفر الري فإن المزارعين قادرون على تطوير زراعتهم.
أما القطن فلن يشغلنا كثيراً وهو غير مبكي عليه في ظل ظروفه الراهنة من تدنٍ في السعر وتصديره خاماً إلا إذا رأينا في مجلس المديرين الجديد لشركة الأقطان بُعد نظر ونحسن الظن به أن يعيد للقطن بريقه ولمعانه وذلك بإزالة كل ما شابه في الزمن الماضي.
الأخ المتعافي الزراعة تنتظر منك الكثير وأنت لها.

ليست هناك تعليقات: