الجمعة, 31 آب/أغسطس 2012
الأخ الأكرم: الأستاذ أحمد المصطفى إبراهيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل سنة وأنتم بألف خير وصحة وعافية، وحقق الله لكم جميع ما تتمنون.
أكتب إليك اليوم بعد متابعة طويلة لكتاباتك التي تنم عن وعي وحرص كبيرين لتحري المصلحة العامة ومنفعة العباد، وتلمس مواطن الخلل والقصور في الخدمات والمرافق العامة. ولذلك أول ما راودتني فكرة الشكوى-والشكية لغير الله مـذلة- فكرت في مراسلتك لإيماني القاطع بأن للصحافة- وأنت أحد فرسانها الأشاوس- تأثيرها في الإصلاح وتقويم المعوج من الأمور.
شكواي اليوم متعلقة بهذه الشركة التي تدعى شوامخ والتي تقدم خدمة التأمين الصحي للعاملين بولاية الخرطوم، والتي فرضت علينا قسراً نحن قطاع أساتذة الجامعات دون استشارتهم هل يرغبون في ذلك أم لا؟ واستقطاع مبالغ مقدرة من مرتباتهم. أما قضيتي أنا مع هذه الشركة فهي أنني فشلت تماماً، وعلى مدى أكثر من ست سنوات - هي فترة الإشتراك القسري مع هذه الشركة- في الاستفادة من خدماتهم. فكل ما انتويتُ استخدام بطاقتهم في تعامل صحي من فحص وغيره، أصطدم بعقبة من عقباتهم المصطنعة والمقصودة، إما أن هذا الفحص غير موجود، أو خارج التغطية، أو عليك بإحضار خطاب من الجهة الفلانية، أو أمشي وتعال بعد أسبوع. وآخرها وهو ما أثار حفيظتي، اليوم مع السيدة والدتي حيث تم فتح مركز جديد بجوار سكني وسُمي بـ(المتكامل) وهو ليس بمتكامل، لنواقصه الكثيرة. ورغم كبر سن الوالدة وإصابتها بالغضروف إلا أنها تحاملت على نفسها، لأجري لها فحص ترسيب الروماتيزم، وفحصاً آخر حددته الطبيبة المعالجة، ولكن للأسف قال لي تقني المعمل إن الفحص الأول غير متاح عندهم، والثاني يحتاج لوقت، وأنت أتيت متأخراً عشر دقائق وبالتالي ما عليك سوى الإنصراف والعودة ظهر اليوم التالي، دون إعتبار لمعاناة المريض وكبر سنه، وخوفاً من أن انفعل تمالكت أعصابي وخرجت بعد أن رددت لهم إستمارتهم التي لم أوفق أبداً في الإستفادة منها طيلة هذه المدة برغم الخصم الكبير الذي يأخذونه من رواتبنا. وعزاؤنا أن تكون هذه المبالغ صدقات ونفقات لمن يتحملون هذا الرهق حتى يحصلوا على اليسير من العلاج.
أخي الأكرم: الذاكرة محتشدة بالكثير من المواقف والتجارب المخزية التي حدثت لي وللآخرين مع خدمات هذه الشركة، ولعل المؤسف منها هو ما حكاه لي أحد موظفيها أو ما يعرفون بضباط التأمين، وهو من المقربين جداً لي ومحل ثقة ... فقد اجتمع معهم أحد المديرين الجدد وطالبهم بتقليل المطالبات الواردة إليهم من جمهور المشتركين بأية وسيلة من الوسائل وإخراج الأدوية التي- لا تغطي معهم - من دائرة التغطية، ووعدهم بالتحفيز. فما كان منهم إلا أن نفذوا ما أراده منهم، ووفروا في الشهر التالي أكثر من سبعين ألف جنيه (بالجديد)- هذا في مركز تقديم خدمة واحد فقط- فتم تحفيزهم ولك أن تتخيل ما الذي جرى في الشهور اللاحقة.
أخي الأكرم: إن أبلغ طرق هدم قيم الولاء وحب الوطن والتفاني في خدمته، هي هذه الممارسات التي تجعلك تشعر بالغربة في بلدك وأنك أجنبي عنها. ولعل الأهداف السامية التي قامت من أجلها هذه المؤسسات تهزم، ويفشل في تحقيقها طالما أنه ليس هنالك من يقوم بمتابعتها بتقويم الإعوجاج الحادث فيها، ومحاسبة المقصرين في تنفيذها.
لك الله بلدي السودان، ولكم الله أهلي السودانيين. وأنتم أيها المسؤولون، اتقوا الله في رعاياكم ومن ولاكم الله أمرهم.
ختاماً الشكر أجزله لكم، ولا يخالجني أدنى شك في أن ترى رسالتي هذه، النور قريباً بإذن الله الواحد الأحد.
وتفضلوا بقبول جزيل شكري وتقديري لكم.
أخوكم: أ. ماهر م. الشريف
تعليقنا:
بكرة تقوم قيامة (شوامخ)، ويكون كل همها معرفة الموظف الطلّع الكلام دا منو؟ أين أخلاق مهنة الطب؟ أين القسم؟ الربح والخسارة هذا ليس مكانهما.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل سنة وأنتم بألف خير وصحة وعافية، وحقق الله لكم جميع ما تتمنون.
أكتب إليك اليوم بعد متابعة طويلة لكتاباتك التي تنم عن وعي وحرص كبيرين لتحري المصلحة العامة ومنفعة العباد، وتلمس مواطن الخلل والقصور في الخدمات والمرافق العامة. ولذلك أول ما راودتني فكرة الشكوى-والشكية لغير الله مـذلة- فكرت في مراسلتك لإيماني القاطع بأن للصحافة- وأنت أحد فرسانها الأشاوس- تأثيرها في الإصلاح وتقويم المعوج من الأمور.
شكواي اليوم متعلقة بهذه الشركة التي تدعى شوامخ والتي تقدم خدمة التأمين الصحي للعاملين بولاية الخرطوم، والتي فرضت علينا قسراً نحن قطاع أساتذة الجامعات دون استشارتهم هل يرغبون في ذلك أم لا؟ واستقطاع مبالغ مقدرة من مرتباتهم. أما قضيتي أنا مع هذه الشركة فهي أنني فشلت تماماً، وعلى مدى أكثر من ست سنوات - هي فترة الإشتراك القسري مع هذه الشركة- في الاستفادة من خدماتهم. فكل ما انتويتُ استخدام بطاقتهم في تعامل صحي من فحص وغيره، أصطدم بعقبة من عقباتهم المصطنعة والمقصودة، إما أن هذا الفحص غير موجود، أو خارج التغطية، أو عليك بإحضار خطاب من الجهة الفلانية، أو أمشي وتعال بعد أسبوع. وآخرها وهو ما أثار حفيظتي، اليوم مع السيدة والدتي حيث تم فتح مركز جديد بجوار سكني وسُمي بـ(المتكامل) وهو ليس بمتكامل، لنواقصه الكثيرة. ورغم كبر سن الوالدة وإصابتها بالغضروف إلا أنها تحاملت على نفسها، لأجري لها فحص ترسيب الروماتيزم، وفحصاً آخر حددته الطبيبة المعالجة، ولكن للأسف قال لي تقني المعمل إن الفحص الأول غير متاح عندهم، والثاني يحتاج لوقت، وأنت أتيت متأخراً عشر دقائق وبالتالي ما عليك سوى الإنصراف والعودة ظهر اليوم التالي، دون إعتبار لمعاناة المريض وكبر سنه، وخوفاً من أن انفعل تمالكت أعصابي وخرجت بعد أن رددت لهم إستمارتهم التي لم أوفق أبداً في الإستفادة منها طيلة هذه المدة برغم الخصم الكبير الذي يأخذونه من رواتبنا. وعزاؤنا أن تكون هذه المبالغ صدقات ونفقات لمن يتحملون هذا الرهق حتى يحصلوا على اليسير من العلاج.
أخي الأكرم: الذاكرة محتشدة بالكثير من المواقف والتجارب المخزية التي حدثت لي وللآخرين مع خدمات هذه الشركة، ولعل المؤسف منها هو ما حكاه لي أحد موظفيها أو ما يعرفون بضباط التأمين، وهو من المقربين جداً لي ومحل ثقة ... فقد اجتمع معهم أحد المديرين الجدد وطالبهم بتقليل المطالبات الواردة إليهم من جمهور المشتركين بأية وسيلة من الوسائل وإخراج الأدوية التي- لا تغطي معهم - من دائرة التغطية، ووعدهم بالتحفيز. فما كان منهم إلا أن نفذوا ما أراده منهم، ووفروا في الشهر التالي أكثر من سبعين ألف جنيه (بالجديد)- هذا في مركز تقديم خدمة واحد فقط- فتم تحفيزهم ولك أن تتخيل ما الذي جرى في الشهور اللاحقة.
أخي الأكرم: إن أبلغ طرق هدم قيم الولاء وحب الوطن والتفاني في خدمته، هي هذه الممارسات التي تجعلك تشعر بالغربة في بلدك وأنك أجنبي عنها. ولعل الأهداف السامية التي قامت من أجلها هذه المؤسسات تهزم، ويفشل في تحقيقها طالما أنه ليس هنالك من يقوم بمتابعتها بتقويم الإعوجاج الحادث فيها، ومحاسبة المقصرين في تنفيذها.
لك الله بلدي السودان، ولكم الله أهلي السودانيين. وأنتم أيها المسؤولون، اتقوا الله في رعاياكم ومن ولاكم الله أمرهم.
ختاماً الشكر أجزله لكم، ولا يخالجني أدنى شك في أن ترى رسالتي هذه، النور قريباً بإذن الله الواحد الأحد.
وتفضلوا بقبول جزيل شكري وتقديري لكم.
أخوكم: أ. ماهر م. الشريف
تعليقنا:
بكرة تقوم قيامة (شوامخ)، ويكون كل همها معرفة الموظف الطلّع الكلام دا منو؟ أين أخلاق مهنة الطب؟ أين القسم؟ الربح والخسارة هذا ليس مكانهما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق