لجمعة, 07 أيلول/سبتمبر 2012
تابعت
عمود «استفهامات» بالأمس عن المرور وسبحان الله! عندما كنت أقرأ العمود
كان الواقع الذي أمامي يؤكد بل يزيد التأكيد نفسه تأكيداً على ما قلتم.
كنا نستغل حافلة ركاب من الميناء البري في طريقنا من الخرطوم إلى ولاية الجزيرة وكان ضمن الركاب مواطن رفع عربته الصغيرة القديمة التي يعمل بها «وحتى لا تكبر الصورة في مخيلة القارئ العربة هنا تعني ــ الدرداقة ــ ! كان قد رفعها أعلى الحافلة وربطها بحيث يظهر منها إطارها وقاعدتها التي ترتكز عليها في الأرض، وعند تفتيش سوبا القديم أوقفنا رجال المرور وطلبوا من السائق إثباتاته ثم نادى منادٍ على صاحب الدرداقة، طال انتظار الركاب فبدأوا بالصياح ثم نزل بعضنا إلى حيث تقف دورية المرور والسائق وصاحب الدرداقة، فسمعنا رجل المرور يقول إن وضع هذه الدرداقة أعلى الحافلة يعتبر مخالفة مرورية تمثل خطراً في الطريق وقد يتسبب الهواء أو أي عامل آخر في سقوطها مما يسفر عنه حادث قد يؤدي إلى وفاة الناس، فرحنا للرؤية الثاقبة التي بدت لنا من حديث رجل المرور وظننا أن التأخير بسبب رفض صاحب الدرداقة على إنزالها والرجوع بها أو وضعها في مقعد آخر يدفع بموجبه قيمة راكب وقلنا للرجل خلاص نزل الدرداقة وخلينا نسافر الناس عندها ظروف، وأنت لسه في الخرطوم وممكن ترجع الميناء البري.. قاطعنا الرجل أرجع وين؟ الناس ديل قالوا ندفع خمسين جنيهاً غرامة وسعرها كلو وهي قديمة ما بجيب الخمسين، المهم تم إقناع السائق وصاحب الدرداقة بدفع المخالفة مناصفة، وكان ذلك، ثم تابعنا سيرنا إلى حيث نريد والدرداقة تقف شامخة في مكانها، السؤال البريء الذي نريد أن نسأله: هل استطاع الإيصال أبو خمسين أن يثبِّت الدرداقة جيداً على ظهر الحافلة ليمنع خطر سقوطها الذي يؤدي إلى الحادث ووفاة الناس؟؟.
استمرت الرحلة وكان معنا من كان مغترباً في السعودية رجع منها بخروج نهائي واستفاد من الاستثناء الممنوح لهم من مجلس الوزراء وجاء معه بعربة وقدّم ورقه في رئاسة الجمارك يوم 8/7/2012 وحدد له كما هي عادتنا في المعاملات «تعال بكرة»، أتى الغد وذهب ليستلم أوراقه ففوجيء بالرد: صدر اليوم قرار من إدارة الجمارك ولابد أن تأتي بما يثبت ملكيتك للعربة، علماً بأن المرور في السعودية يسقط لوحات العربة وتمنح لك ورقة مبايعة ولوحات تصدير كما هو متبع وعليه يتم التسليم هنا، فسأل في حيرة وأسى: يعني حقي وعرقي ضاع ولا أعمل شنو يا جماعة؟ أجابه راكب آخر: دي بلدنا كدة عاجبك ولا ماعاجبك؟ أي زول مزاجو يحكم على شيء يعمله، قاطعه الكان مغترب: لكن مجلس الوزراء طلع قرار الاستثناء والناس استلمت قبل قرارهم دا، طيّب ما كانوا يكلمونا قبل ما نجي ويخطرون جهاز المغتربين هم قايلين السفر لي برة البلد زي الماشي السوق العربي، أجابه الرجل: هنا أي زول بطلع قرار براهو، عموماً نتمنى من اللواء الدكتور حل مشكلتهم فهم كثر وليعتبرها هدية وحلاوة الدكتوراه.
والله يكون في العون.
مجاهد النعمة
تعليقنا:
ما يجري على هذه الطرق من تنكيد على المواطنين بواسطة شرطة المرور، هل هو معلوم لحكام هذه الدولة؟ وهل هم راضون بهذا المال المجموع من وجع المواطن وإذلاله بلا وجه حق؟
إن هم رضوا بهذا فتلك مصيبة وإن كانوا لا يعلمون فالمصيبة أكبر، شرطة المرور تجمع مليارات الجنيهات كل شهر ألا يستحق ذلك سؤالاً .
كنا نستغل حافلة ركاب من الميناء البري في طريقنا من الخرطوم إلى ولاية الجزيرة وكان ضمن الركاب مواطن رفع عربته الصغيرة القديمة التي يعمل بها «وحتى لا تكبر الصورة في مخيلة القارئ العربة هنا تعني ــ الدرداقة ــ ! كان قد رفعها أعلى الحافلة وربطها بحيث يظهر منها إطارها وقاعدتها التي ترتكز عليها في الأرض، وعند تفتيش سوبا القديم أوقفنا رجال المرور وطلبوا من السائق إثباتاته ثم نادى منادٍ على صاحب الدرداقة، طال انتظار الركاب فبدأوا بالصياح ثم نزل بعضنا إلى حيث تقف دورية المرور والسائق وصاحب الدرداقة، فسمعنا رجل المرور يقول إن وضع هذه الدرداقة أعلى الحافلة يعتبر مخالفة مرورية تمثل خطراً في الطريق وقد يتسبب الهواء أو أي عامل آخر في سقوطها مما يسفر عنه حادث قد يؤدي إلى وفاة الناس، فرحنا للرؤية الثاقبة التي بدت لنا من حديث رجل المرور وظننا أن التأخير بسبب رفض صاحب الدرداقة على إنزالها والرجوع بها أو وضعها في مقعد آخر يدفع بموجبه قيمة راكب وقلنا للرجل خلاص نزل الدرداقة وخلينا نسافر الناس عندها ظروف، وأنت لسه في الخرطوم وممكن ترجع الميناء البري.. قاطعنا الرجل أرجع وين؟ الناس ديل قالوا ندفع خمسين جنيهاً غرامة وسعرها كلو وهي قديمة ما بجيب الخمسين، المهم تم إقناع السائق وصاحب الدرداقة بدفع المخالفة مناصفة، وكان ذلك، ثم تابعنا سيرنا إلى حيث نريد والدرداقة تقف شامخة في مكانها، السؤال البريء الذي نريد أن نسأله: هل استطاع الإيصال أبو خمسين أن يثبِّت الدرداقة جيداً على ظهر الحافلة ليمنع خطر سقوطها الذي يؤدي إلى الحادث ووفاة الناس؟؟.
استمرت الرحلة وكان معنا من كان مغترباً في السعودية رجع منها بخروج نهائي واستفاد من الاستثناء الممنوح لهم من مجلس الوزراء وجاء معه بعربة وقدّم ورقه في رئاسة الجمارك يوم 8/7/2012 وحدد له كما هي عادتنا في المعاملات «تعال بكرة»، أتى الغد وذهب ليستلم أوراقه ففوجيء بالرد: صدر اليوم قرار من إدارة الجمارك ولابد أن تأتي بما يثبت ملكيتك للعربة، علماً بأن المرور في السعودية يسقط لوحات العربة وتمنح لك ورقة مبايعة ولوحات تصدير كما هو متبع وعليه يتم التسليم هنا، فسأل في حيرة وأسى: يعني حقي وعرقي ضاع ولا أعمل شنو يا جماعة؟ أجابه راكب آخر: دي بلدنا كدة عاجبك ولا ماعاجبك؟ أي زول مزاجو يحكم على شيء يعمله، قاطعه الكان مغترب: لكن مجلس الوزراء طلع قرار الاستثناء والناس استلمت قبل قرارهم دا، طيّب ما كانوا يكلمونا قبل ما نجي ويخطرون جهاز المغتربين هم قايلين السفر لي برة البلد زي الماشي السوق العربي، أجابه الرجل: هنا أي زول بطلع قرار براهو، عموماً نتمنى من اللواء الدكتور حل مشكلتهم فهم كثر وليعتبرها هدية وحلاوة الدكتوراه.
والله يكون في العون.
مجاهد النعمة
تعليقنا:
ما يجري على هذه الطرق من تنكيد على المواطنين بواسطة شرطة المرور، هل هو معلوم لحكام هذه الدولة؟ وهل هم راضون بهذا المال المجموع من وجع المواطن وإذلاله بلا وجه حق؟
إن هم رضوا بهذا فتلك مصيبة وإن كانوا لا يعلمون فالمصيبة أكبر، شرطة المرور تجمع مليارات الجنيهات كل شهر ألا يستحق ذلك سؤالاً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق