السبت، 1 سبتمبر 2012

ولاية السكر ونظرية زناوي

الجمعة, 24 آب/أغسطس 2012  
ما يُدهش ويجعل العقول تفكر كثيراً كثيراً تلك التحليلات والمعلومات التي نثرها الأستاذ مكي المغربي عن الخلطة السحرية التي ابتكرها ميليس زيناوي في معالجة اقتصاد بلاده، تلك البلاد التي يعوزها الميناء البحري وما يدر من ريع وجمارك من التجارة الداخلة وفوائد من السفن الدولية العابرة والرابضة وخلو البلاد من آبار النفط تلك النعمة سهلة المنال التي قفزت بها كثير من الدول وملأت خزائنها بها دون عناء فظهر ذلك في ثراء شعوبها واكتنازهم للمال والشحم واللحم، وفوق ذلك فإثيوبيا كلها هضبة عالية تصعب الزراعة بها.. فممازجة ميليس زيناوي للنظريات الاقتصادية وصبها في بوتقة مجتمعه ذي الأقليات المتعددة وجدت قبولاً جعل المجتمع الداخلي والخارجي يرحِّب بها، فبالداخل اقتنع واحترم القائمون بالأمر في الأقاليم ما تحت أيديهم من مشروعات عامة فأدى إلى نجاحها بصورة هائلة حيث إن أرباح شركة الخطوط الجوية الإثيوبية ذات «الـ147» طائرة كفلت أرباحها وغطت مرتبات المعلمين والشرطة والصحة الإثيوبية، وهذا ما يثير العجب، فطائرة في عباب السحاب تتنقل بين فينة وأخرى في مطارات العالم أصبحت بقرة حلوبًا، وأماً رؤومًا للشعب الإثيوبي الذي تجاوز الـ«90» مليونًا.
وفوق ذلك سمعة الشركة الخدمية في طياريها وطائراتها صيانةً ومواعيد وانضباطاً في مقدمة شركات الطيران العالمية، فالغاية والهدف لنجاح نظريات الحكم تُقاس بما يحققه من رفاهية وعيش رغيد وأمن وأمان للرعية. وإذا استصحبت في ذهنك ما صغناه من آراء وحاولت نثر تلك الأحلام فقط على ولاية النيل الأبيض لرفرفت جناحاك كالفراشة حولها لأنها ولاية واعدة فاسمها المناسب ولاية السكر، حيث تحفل أراضيها بمساحات «كنانة» الشاسعة وجاره «عسلاية» الممتد شمالاً إلى مشروع سكر النيل الأبيض ومشروع الرديس وخامس آخر نعمة فاقت المن والسلوى على قبائل المنطقة التي   عدد سكانها الـ «3» ملايين تلك القبائل المسالمة الوادعة والآمنة والأكثر انتشارًا ونجاحاً في التجارة في العاصمة وأسواقها المختلفة بل تعدوها إلى تجارة الصين ودبي.
فخيرات ونعم ولاية السكر تشرئب إلى إنزال التجربة الإثيوبية المطبقة في تنمية كل إقليم بنظام شركات خاصة به ينال خيرها وريعها الإقليم المنتج ويصبح المركز مشرفاً يُدعم بالضئيل من الضرائب.. هذا واقع ملموس أثبت نجاحه في إثيوبيا حيث كبح جماح تصرف المركز في المال العام وضبط  تجاوزات المركز ومنع هيمنته الماثلة في حرمان إقليم أوعطائه في حالات الغضب والرضا والطاعة.
وتلك النظرية المليس زيناوية إذا قُيض لها قيادة إقليمية تراعي وتحترم وحدة البلاد وتسهر على تنمية إقليمها فسينجح تطبيقها بولاية السكر الواعدة وأمل السودان المنشود، حيث يمكن للولاية أن تجذب شركات الاستثمار الأجنبية فتنمي بها صيد الأسماك بصورة حديثة تعليباً وحفظاً وتحسين تربية الأبقار وتطوير وترقية جبنة الدويم الممتازة. ليعم الخير بهذه الفيدرالية المقترحة إصلاح حال المستشفيات العديدة وربط مدن وقرى ولاية السكر بالأسفلت لطبيعة أرضها الطينية التي بات عسيراً على مواطنيها في هذه الأيام ــ أيام الخريف ــ التنقل بينها إلا راجلين أو بالتركترات «المحراث».
 نوح الخليفة أبو جولة
{ تعليقنا:
قلت كم طائرة يا نوح 147؟ مقابل طائرة  واحدة لسودانير!!! يا عالم منْ يحاكم منْ؟؟؟

ليست هناك تعليقات: