الخميس، 1 مارس 2012

رغم رقم الفساد!

حسنًا فعل الدكتور الطيب أبو قناية رئيس آلية الفساد في تصريحاته الأخيرة في صالون الراحل سيد أحمد خليفة «رحمه الله».. ولكن لنقف مع تصريحاته حبة حبة..
الحبة الأولى وهذه هي المهمة امسكوا الخشب: (وقال إن النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه قال له إن الحصانة هي تمكين الشخص من أداء مهمته بحرية لكنها تسقط بمجرد ارتكابه مفسدة) مقرونة مع تصريح وزير العدل قبل يومين أن ثلث الشعب لديه حصانات مما يعيق العدالة.
من يفكّ هذه الألغاز بين فهم النائب الأول لرئيس الجمهورية وهو القانوني قبل أن يصبح نائباً للرئيس وبين قول وزير العدل؟ هل تكفي توجيهات النائب الأول في هذا الأمر وبهذا التعميم في رفع الحصانات فور خروج معني الحصانة من تمكين الشخص من أداء عمله أم يحتاج الأمر إلى تعديل كثير من القوانين؟؟ وإذا ما سُئلت عن كيف يُفكّ هذا الاشتباك لقلت: إلغاء الحصانات تماماً إلا لشخص الرئيس ونائبيه فقط.. (في أمريكا لا حصانة إلا للرئيس فقط) هذا إذا كنا واثقين من قوة قوانيننا وعدلنا وسرعة القضاء في حسم الأمور.. أما أن يتمتَّع ثلث الشعب بالحصانات فعلى العدالة السلام.. على مَن يُطبَّق القانون إذاً؟ وهذا ما أرى.
الحبة الثانية: أعجبني الرقم المجاني للبلاغ عن الفساد (ومن زمن لم نسمع بشيء مجاني إلا الهواء) لتعمّ الفائدة وهو «6996»، وأسأل الله أن يكون أحسن من «4848» الذي لا يعرف معنى الزمن حيث وصل أحد البلاغات في صبيحة اليوم التالي.. ولم يقُل الطيب هل هو من عدة خطوط وخط ساخن «24» ساعة أم له أوقات محدَّدة تنتهي بانتهاء دوام العمل.. ثم أضاف إلى ذلك «إيميلاً» (بالله شوف التنوين دا، خلاص إيميل أصبحت عربية تقبل حتى التنوين) لم يحدده وفاكسًا لم يحدد رقمه وأتمنى أن يكون مجانياً أيضاً.. غير أن الذي يقتضي السؤال هذه العبارة: (وتعيين موظف مختص يوجد دائماً أمام القصر لاستلام الشكاوى من المواطنين) كيف يعني أمام القصر دي؟ برة الحوش وقاعد تحت ضل شجرة ككتبة العرضحالات؟ أم داخل الحوش وفي ميدان من ميادين القصر وكلما جاء «مشتكي» أدخله استقبال القصر إنت عايز بتاع آلية الفساد؟ ادخل! من يصدِّق ذلك؟ عمومًا الصورة لهذا الموظف لم تكتمل على الأقل في رأسي ربما قلَّة ذكائي هي السبب..
الحبة الثالثة: (وصنف الفساد بحسب منظمة الشفافية الدولية إلى نوعين، الأول الفساد الكبير وهو استغلال النفوذ في قمة الهرم وقادة الدولة في اتخاذ القرار، والثاني فساد صغير على مستوى القيادات التنفيذية).. هل يسمح لي الدكتور أبو قناية بإضافة نوع آخر من الفساد يضرب أطنابه بالبلاد.. وذلك عدم مساواة الناس أمام القانون، الآن القانون يطبَّق على بعض، وآخرون فوق القانون.. مثال بسيط ينخر في الدولة منذ زمن وكفيل بجعلها دولة «مش عارف أقول إيه» فاشلة متسلِّطة مستفزَّة.. عندما لا تُسأل القوات النظامية جيش، وشرطة، وأمن عما تفعل وتُميَّز فوق العباد في كل خطواتها أليس هذا فساداً؟ كيف يُقدَّمون في كل شيء على المواطن رغم احترامنا لهم ويصل الأمر إلى أن يخرقوا القانون نهارًا ولا يسألهم أحد مثال السيارات غير المرخصة تجوب السودان طولاً وعرضًا ولا يوقفها أحد. أبو قناية أعانك الله ولكن بعد شهر واحد ستجد عندك أطناناً من الورق ماذا أنت فاعل بها؟.

ليست هناك تعليقات: