الأربعاء، 4 مايو 2016

السوق الفالتة

 27-04-2016
قلت السوق ولم اقل البنت. وما أبشع الفلتان في كليهما..هل ما يجري في أسواقنا هو تحرير الأسواق؟
لا يقول بذلك عاقل..افهم أن حرية السوق هي أن يستورد كل من يريد الاستيراد دون إذن من أحد و(لا تصديق) من وزارة تجارة ولا بلدية ولا غيرهما ولكن ثم ماذا بعد ذلك؟
ماذا نفعل لو كل تجار السوق صاروا يستوردون صنفا واحداً أو سرحوا في مجال واحد مثلاً لو ركز معظم المستوردين على السيارات وصاروا لا يعرفون غير السيارات وقطع غيار السيارات؟
لماذا لا نسأل لماذا صارت سوق قطع الغيار رائجة وفي اتساع أكثر من كثير من المجالات الأخرى أين الزراعة؟ أين الصناعة؟ لماذا كل التجار اتجهوا لهذا السوق بالذات؟؟
هذه السوق فالتة بحق نوعاً وكماً فإن معظم المستوردين يستوردون قطع غيار مغشوشة وليست ذات جودة لا أقول عالية بل ليست ذات جودة أصلاً مقارنةً بقطع الغيار الأصلية..أما الأسعار فهي شختك بختك أضعاف مضاعفة.
حدثني تاجر قطع غيار قال إنه يبيع قطعةً اشتراها من تاجر الجملة بـ 40 جنيها يبيعها بـ100 جنيه في حين أن عددا من جيرانه يبيعونها بـ 150 جنيها واحتجوا عليه خربت علينا السوق!!! تأمل كيف يذبح المواطن بجشع هؤلاء التجار؟؟ وعلى ذلك قس.
كل من يرى عمارة قامت من هذه الأرباح الخرافية يترك ما بيده من زراعة ورعي وغيرهما ويتجه إلى السوق. أي دمار الحقوا بهذا البلد من سلع مقلدة وأسعار خرافية. وهجروا ما ينفع الناس.
الفلتان ليس في قطع الغيار فقط بل اليوم السوق كلها فالتة بسبب ارتفاع سعر الدولار الذي يتسارع سعره بطريقة مذهلة وكل صاحب سلعة اختار لها سعراً ليس بسعر اليوم بل بما يتوقع أن يكون عليه سعر الدولار يوم نفادها ليشتريها بذاك السعر وكله رجماً بالغيب. ليس السلع التي فلتت حتى الخدمات في طريقها للانفلات.
على الدولة أن تتدخل ولا أعني هنا مراقبة الأسعار وتحديدها فهذه أمور تجاوزناها وآثارها السالبة كثيرة وستعيدنا للتموين والسوق الأسود.
القطاع الاقتصادي في الحكومة وقف عاجزا أمام كبح تدهور العُملة المحلية ووضع يده على خده ويتبسم ببلاهة. لم نسمع باستقالة ولا بغضبة لوجه الله أو إفشاء سر تدهور العُملة ما سببه؟ ولماذا هذا الارتفاع بهذه الوتيرة الحاصل شنو؟ من المتسبب فيه؟ لا احسب أن قلة الإنتاج هي السبب الوحيد (في خرم في مكان آخر وين مش عارف؟).
الحمد لله إنتاج القمح هذا الموسم مهول لدرجة الدهشة بكم ساعد في توفير الدولار؟ وكل يوم نسمع عن أطنان من الذهب تستخرج أو في طريقها إلى الاستخراج أو (في طريقها لسلم الطائرات).
(معاش الناس) في خطر وخصوصا احتياجات رمضان وعلى رأسها السكر. بالله معقولة تكون الحكومة ما عارفة سمفونية السكر المتكررة ومن المتسببون فيها؟ الذي يتداوله الشارع من احتكار وتخزين للسكر ألا تسمعه الأجهزة الأمنية؟.
السوق الفالتة مؤشر ضعف أم انهيار؟.

ليست هناك تعليقات: