الاثنين، 9 مايو 2016

الكهرباء قولبوا الفأس

 04-05-2016
من أخبار الواتساب هذا الأسبوع أن المانيا احتفلت بمرور 30 عاماً على استقرار التيار الكهربائي الذي لم ينقطع ولو دقيقة واحدة طيلة الثلاثين سنة الماضية.
ليتني استطيع أن أحصي كم مرة انقطع التيار الكهربائي في الثلاثين يوما الماضية ولكن قطعا في الثلاثين سنة الماضية انقطع التيار في السودان 303030303030 مرة . بافتراض أنه واصل كل بيت وكل مصنع وكل مكتب وكل قطية. حتى لا يأتي من يقول (هو التيار الكهربائي دا شكلو كيف وبعملوا بيهو شنو؟)
تشاجر رجلان كان أحدهما يحمل فأساً والآخر لا يحمل شيئاً وطرح صاحب الفأس غريمه أرضاً ورفع الفأس يريد ان يهوي بها عليه، فما كان من الثاني المطروح أرضاً حين رأى سن الفأس في طريقها إلى رأسه إلا أن صاح يا فلان قولب الفأس أي أضربني بمؤخرتها لا بسنتها. هذا غاية ما يستطيع من دفاع عن نفسه.
شركة الكهرباء عاجزة تماماً عن توفير الكهرباء، اللهم إلا إذا كان هذا فيلم شبيه بفيلم الغاز تضييق ويعقبه رفع سعر تعقبه وفرة، هكذا عودونا. ولكن ليس في كل مرة تسلم الجرة.
عجز شركة الكهرباء رغم بشريات سد مروي وتعلية الروصيرص بات أمراً مشهوراً، بدأت الشكوى منه قبل شهور عندما توقفت كثير من المصانع وخصوصاً مصانع الحديد ذات الاستهلاك العالي للكهرباء. ولم يكن في حسباننا يوم نوهنا إلى ذلك قبل عدة أشهر أن العجز سيصل مرحلة القطوعات المبرمجة على القطاع السكني. (نحنا ناس طيبين بشكل، سألت مرة بعد أن كثر الحديث عن وفرة الكهرباء أيام سد مروي وإعلامه سألت أين ستذهب هذه المولدات التي في الأسواق وأمام البيوت وماذا سيفعل بها أصحابها، دا نا طيب بشكل).
موضوعنا اليوم أن تقولب شركة الكهرباء الفأس وذلك بأن تقلل مدة القطع إذ لا يمكن أن تقطع الكهرباء 8 ساعات في هذا الصيف الحارق وكيف ستكون الخسائر حيث يتعفن كل ما في الثلاجات من لحوم وألبان وأدوية واخص الأنسولين بالله كم هي خسائر انقطاع الكهرباء يومياً، مالنا نزحف إلى الخلف دائماً.
طلبنا من شركة الكهرباء العاجزة عن توفير الإمداد رغم الدفع المقدم من المستهلكين وبأسعار هي الأغلى مقارنة بدول الجوار مصر والسعودية، أمام هذا العجز والاحتكار وعقود الإذعان، نطلب منها أن تقلل مدة القطع إلى ساعتين أو ثلاث على الأكثر، ولتكن في يومين في الأسبوع بدلاً من 8 ساعات في يوم واحد يترتب عليها من الخسائر ما الله به عليم.
إن الإنقاذ تنقض غزلها أنكاسا كلما بشرت بشيء فضحها الزمن وجعل منها فرجة وما ذلك إلا من عدم التجويد في كل شيء بدأً بالاختيار غير الموفق وغير المدروس للأشخاص والمشاريع. ويغني وردي (وقبضت الريح).
على الكهرباء أن توف بعقودها وإلا أن تقلل ساعات القطع
شفتوا الرجالة دي كيف؟

ليست هناك تعليقات: