الأربعاء، 18 مايو 2016

قضاء حوائج الناس

13-05-2016
من تطبيقات الصمد أن يتخلق الإنسان بهذا الاسم فيجعل نفسه مقصوداً من قبل الناس
من تطبيقات هذا الاسم أن يتخلق الإنسان بهذا الاسم، دقق الآن بمعنى آخر: فيجعل نفسه مقصوداً من قبل الناس، يعني يفتح بابه لهم، يصغى إليهم، يسعى لحل مشكلاتهم، يحمل همومهم، يعين فقيرهم، ينصف مظلومهم، هذا الإنسان خرج من ذاته لخدمة الخلق، هذا الإنسان حمل هم الناس.
فلذلك التطبيق الأكبر لهذا الاسم الله عز وجل يُقصد في الحوائج والرغائب، وأنت كمؤمن ينبغي أن تخدم الناس خدمة يجعلونك مقصوداً في حوائجهم، وفي رغائبهم، وهذا هو الغنى الحقيقي، هذا هو النجاح، هذا هو الفلاح، أن يزداد عملك الصالح، الغنى والفقر بعد العرض على الله، بل إن الغنى الحقيقي هو غنى العمل الصالح.
سورة القصص
إذاً من تطبيقات أن يتخلق الإنسان بهذا الكمال فيجعل نفسه مقصوداً من قبل الناس للخير، معيناً لهم على حوائجهم، إذا أحب الله عبداً جعل حوائج الناس إليه، إذا أحب الله عبداً جعله مقصوداً، وقد يزداد الضغط عليه، وقد يُسأل ليلاً نهاراً، هذا فضل من الله عز وجل، سمح لك أن تنفق، سمح لك أن تكون مقصوداً، هذا فضل كبير، أنت تعطي وغيرك يأخذ، جعلك قوياً ولم يجعلك ضعيفاً، جعلك صحيحاً، ولم يجعلك مريضاً، جعلك غنياً ولم يجعلك فقيراً
من هنا قيل كما ورد في الحديث الصحيح: (أحب الناس إلى الله عز وجل أنفعهم للناس).
طبعاً هناك معنى مخالف، معنى عكسي: وأبغضهم إلى الله الذي يوقع الأذى بالعباد، يلقي في قلوبهم الرعب، يبتز أموالهم، يغشهم، يحتال عليهم. أعظم الأعمال الصالحة ما استمر بعد موت الإنسان :
هناك حديث آخر يقول عليه الصلاة والسلام : (إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله، فقيل له: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: يُوَفِّقُهُ لعمل صالح قبل الموت
هناك درجات عالية عند الله، هذا الذي خرج من ذاته كلياً، وجعل كل وقته، وكل ماله، وكل صحته، وكل قدراته، وكل خبراته، وكل طاقاته، في سبيل الله، هذا إنسان تنطبق عليه الآية الكريمة : (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي﴾.
من كان الله تعالى هو المقصود في أهدافه فهو في سعادة لا يعرفها إلا من فقدها: انطلاقاً من هذا الاسم كما ورد في الحديث الشريف الصحيح : (الخلق عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله).
كما أن "الصمد" هو المقصود في الحوائج كلها، كذلك أنت أيها المؤمن بحبك للخير، بحبك لخدمة الخلق، ينبغي أن تكون مقصوداً في الشدائد كلها.
لذلك أقول لكم هذه الكلمة قرأتها مرة في مجلة: إذا أردت أن تسعد فأسعد الآخرين، فأنت أسعدهم، اخرج من ذاتك لخدمة الخلق، عندئذٍ يتولى الله شؤونك كلها
أنت مهتم بعبادة؟ مهتم بأحوالهم؟ بهدايتهم؟ مهتم بصحتهم؟ تعتني بفقيرهم؟ تعتني بمريضهم؟ تعتني بامرأة أرملة تعينها على أداء ما هي مكلفة به من أيتام؟ تهتم بالآخرين؟ فأنت الأمور كلها ميسرة لك، إذا أردت أن تسعد فأسعد الآخرين، هل تحمل همّ المسلمين؟ هل يؤلمك ما يؤلمهم؟ هل يسعدك ما يسعدهم؟ هل تحاول أن تخفف عنهم؟ هل لك رسالة في الحياة؟ هل تعيش لأهداف صغيرة محدودة؟ أم أنك تحمل رسالة تحب أن تؤديها؟
منقول بتصرف

ليست هناك تعليقات: