01-04-2016
|
تتحدد قيمة الإنسان وسيرته بين الناس وتعامله معهم من خلال عدة عوامل أهمها تربيته وأخلاقه وثقافته وصحبته والكثير من العوامل التي تؤثر سلباً وإيجاباً على علاقته مع نفسه أولاً وعلاقته مع الآخرين ثانياً. فالذي يتلقى في بيته تربية فاضلة ويتحلى بأخلاق حسنة فإنه لا ينبغي له أن يدنس أخلاقه بأي شائبة ولا يلوث تربيته بأي شائنة. بل عليه أن يرتقي بنفسه عن الدنايا ويعلو بأخلاقه عن أن تنالها الشوائب. ولكن متى نعامل الناس بأخلاقنا؟ ومتى نعاملهم بما يستحقون؟ من وجهة نظري بأن الناس نوعان: صنف يستحق أن نعامله بما يستحق وصنف يستحق أن نعامله بأخلاقنا. فالإنسان الراقي تعاملاً والذي يفيض خلقاً وعلماً ويشع احتراماً وأدباً يستحق أن نعامله بما يستحقه من تقدير وبما هو له أهل من احترام وذلك من منطلق أخلاقنا وتربيتنا وقيمنا التي تربينا عليها واكتسبناها. ذلك لأنه استطاع كسب قلوب الناس ونيل احترامهم بسبب أخلاقه العالية وصفاته النبيلة فكان مستحقاً لنفس التعامل الذي يعامل به الآخرين دون أن تتأثر شخصياتنا بشيء. أما الإنسان الذي ليس لديه أدنى درجة من الأخلاق ولا يملك من الاحترام شيئاً ولا يتحلى بشيء من الذوق في التعامل مع الآخرين فهذا لا ينبغي لنا التعامل معه بما يستحق بل من الواجب أن نتعامل معه بما تمليه علينا أخلاقنا وتربيتنا. لأن ما يستحقه هو المعاملة بالمثل من تدنٍّ في الأدب والأخلاق وقلة الذوق والاحترام، وهذا يؤدي بنا أن نقلل من قيمة أنفسنا ونحتقر ذواتنا ونهبط بأخلاقنا إلى الحضيض، حينها نكون مثله في المنزلة الهابطة التي ارتضاها لنفسه. لذلك قيل: لا تجادل الأحمق فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما. وأفضل وسيلة مع مثل هؤلاء هو السكوت عنهم والتغاضي عن أقوالهم وأفعالهم التي تنبعث من دافع الجهل وقلة الثقافة وتدنٍّ في الأخلاق . ومن ناحية أخرى يجب علينا النصح لهم وإرشادهم وتوجيههم بأسلوب لطيف لا تجريح فيه ولا تعنيف ذلك لأنهم في المقام الأول إخوتنا ولهم حق علينا لذلك فمن وجهة نظري أن نعامل الناس بما يستحقون حينما يكون الإنسان ملتزماً بالأخلاق متمسكاً بالقيم يعامل الناس باحترام وتقدير كما يحب أن يعاملوه وأن نعامل الآخرين بأخلاقنا إذا كانوا لا يفقهون من الأخلاق شيئاً ولا يملكون من الاحترام حداً أدنى مع الاهتمام بمسألة توجيههم وإسداء النصح لهم إذا أمكن فبذلك نستطيع أن نكسب قلوب الآخرين ونحافظ على علاقتنا الطيبة مع الجميع الصالح منهم والطالح وفي الوقت ذاته نحافظ على هيبة ذواتنا وقيمة أنفسنا وأرواحنا من أن تدنس أو يلحقها ما يعكر صفوها. |
الثلاثاء، 3 مايو 2016
عاملهم بأخلاقك لا بأخلاقهم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق