الأربعاء، 18 مايو 2016

نتائج الأساس المدهشة

 15-05-2016
كل عام دراسي ينتهي بما يُعرف بالتقويم التربوي، لن أخوض في تفاصيل التقويم التربوي التي يعرفها التربويون، ولكني سأكتفي بأشهرها وهو الامتحان النهائي والذي عليه يترتب الكثير، منه الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وأخيراً التربوي.
ما كانت نتائج الامتحانات في زمن مضى تشغل كل المجتمع. كانت محصورة بين الأسرة والمدرسة وأحياناً القرية أو الحي. مع تزايد البشر وتطور وسائل الاتصال صارت نهاية العام الدراسي موسماً للسياسيين فيه نصيب ويجعلون لنتيجة الامتحان مؤتمراً تنقله القنوات والإذاعات.
ويأتي سوق مؤسسات التعليم الخاص (بل الأصح التعليم على النفقة الخاصة) ويجعلون منه سوقاً وتملأ صفحات الصحف بصور الأطفال الملونة وتحت كل صورة اسم ودرجة. وتأتي بعد ذلك التهاني الفردية.

كل هذا جعل الاهتمام بنتائج الامتحانات على نطاق واسع لم ينحصر في الممتَحن وأسرته وتعداه لكل المجتمع. والحال هذا لابد من الوقوف على أهم ما شغل الناس هذه السنة (سنة أم عام؟ إنها سنة). حصول أعداد كبيرة من التلاميذ على الدرجة الكاملة على سبيل المثال في ولاية الجزيرة 94 تلميذاً حصلوا على الدرجة الكاملة 280 كاملةً.
من يريد أن يعلق على هذه الدرجة الكاملة وكيف صارت في متناول كل هذا العدد عليه أن يعرف الكثير من التفاصيل مثل كيف أُعد الامتحان وهل خضع لكل شروط الامتحان الجيد من ثبات وصدق وتميز وتنوع وعدالة وتدرج.(هذا للتربويين فقط).
ثم عليه أن يعرف كيف تمت مراقبة أداء الامتحان. وكيف صحح الامتحان وتحت أي (الظروف) تم تصحيح الامتحان. ثم من بعد ذلك يحق للناقد او المستنكر أن يقول ما شاء بعد أن يقف على هذه التفاصيل.
غير أننا كلنا نشترك في موقف واحد تربويين وإداريين وسياسيين وأباء وعامة، ماذا في رأس هذا التلميذ حقاً وما نصيبه من المهارات والخبرات والسلوك.
مقياس آخر وهو الذي أريد أن أركز عليه كنقطة جوهرية للمقال. كثير من تلاميذ الأساس بدرجاتهم المدهشة يتعثرون في الصف الأول ثانوي تعثراً يطرح عدة أسئلة منها أين الخلل؟ هل مناهج المرحلة الثانوية معزولة عن الأساس ولا علاقة لهما (طبعاً هناك من يستوقفني ويقول: هو قراية ما بعرف يقرأ وصل هنا كيف؟).
سؤال مشروع كيف وصل من لا يجيد القراءة والكتابة إلى الصف الأول الثانوي؟! الباحثون التربويون عليهم مهمة البحث في أين العلة، ولماذا التعثر في الصف الأول الثانوي؟ هناك فروض كثيرة منها السايكولجي ونمو الطفل وطور المراهقة الذي يشمعون عليه كل إخفاق ولعمري المراهقة قديمة قدم التعليم وما قبله وما كان التباين في نتائج المرحلة والتي تليها بهذا الكبر. كل من تأهل لدخول مرحلة انساب فيها بكل يسر إلا في زمان الدرجة الكاملة والمؤتمر الصحفي ومحليتي ومحليتك وولايتي وولايتك.
أبعدوا السياسة والسياسيين عن التعليم واجعلوه تربيةً ناصع لونها تسر الناظرين.

ليست هناك تعليقات: