الثلاثاء، 3 مايو 2016

قرشي: على اكتافهم (3- )

13/4/2016 

       نواصل تأملنا في (على أكتافهم). اليوم نعرض راي وتجربة بروف قرشي في العمل السياسي داخل الجامعات ومثال ذلك في جامعة الزعيم التي كان مديرها. وكيف وصف العمل السياسي بأنه عمل لا أخلاقي من السياسيين الذين يجلسون في بيوتهم ومكاتبهم المكيفة ويدفعون بالطلاب للمحرقة. الى رأي بروف قرشي في هذه المسالة وقد كتبت عنها يوما وانا الذي شارك في شعبان ودخل كوبر مدفوعا بهوس السياسة في ذلك الزمان.     

) لم تستقر الدراسة في الجامعة، منذ نشأتها، قبل أن يتسلم المدير مهامه، فكان الطالب يتأخر لعام أو عامين إضافيين بسبب السنوات المتداخلة بالإغلاق والتعطيل والشغب، ويكون ذلك من فعل مجموعات أقلية من المؤدلجين. يدفع ثمن ذلك الأغلبية من الطلاب، وأولياء أمورهم، والدولة المنهكة أصلاً بالمتسيبين. يحدث ذلك عادة مع أشراط انتخابات الاتحاد، أو بُعيد إعلان نتيجتها؛ لأن التنافس الحزبي ينبني على القاعدة "السودانية" المتواترة، الجائرة، البلطجية (يا فيها يا نطفيها) ويعني ذلك إما أن يفوز هو، أو يفوز هو!، ولم تنضج بعد الممارسة الديمقراطية الراشدة، لأن الأحزاب التي يتحدث الطلاب باسمها لم تُجرى فيها انتخابات نزيهة ولا غير نزيهة، فلم يروها، ولم يتخيلوها. وغالباً ما يوجه الاتهام لإدارة الجامعة التي اشرفت على الانتخابات بأنها على اتفاق مع الجهة الفائزة، على حساب الجهة الخاسرة. وهذه الأخيرة عليها حرق مكتب المدير والمعامل والمكتبة، وليمت بعض الطلاب، حتى يذهبوا جميعاً في إجازة لمدة 6 أشهر أو تزيد، تستعيد فيها الجامعة ما خسرته. تستعيده من موارد هذا الشعب البريء. كل ذلك بدعوى تنشئة قياديين، كيف يكون القياديون غير مخربين وغير متآمرين إذا نشأوا كيف ذلك؟ كان على المدير الجديد أن يضع حداً لمهزلة تعطيل الدراسة، فاطلع على ممارسات الجامعات في الدول الديمقراطية، في مثل هذه الحالات، فرسم سياسة تلخصت في الآتي:
1.    قرر مع مجلس الأساتذة تثبيت الخطة الدراسية وتحديد مواعيد بدايات الفصول ومواعيد الامتحان لتصبح مواقيت محددة لا يتم التنازل عنها، جاء الطلاب أو غابوا عنها، اعتصموا أو أضربوا...
2.    منع مكبرات الصوت –والندوات السياسية- خلال ساعات الدراسة حتى الرابعة مساءاً، لمنع الشحن السياسي، والذي عادة ما يكون في مسالك إثارة العداوات، والتحريض، والتخريب. هذا خلاف الإزعاج لبقية الطلاب وكل الأساتذة في القاعات والمكتبات. وإذا قرر أحد الأحزاب إقامة ندوة بعد ذلك سيجد أن 80% من الطلاب، غير السياسيين، قد انصرفوا لمساكنهم ............ويمضي
3.    قبل المجلس –على مضض- أن موضوع تشكيل الاتحاد شأن طلابي،  .....ويمضي.

4.    عقد المدير لقاءات منفردة (طبعاً!) مع ممثلي الأحزاب السياسية- من الحكومة ومعارضيها- يوضح لهم خطة الاستقرار الجامعي، وأخبرهم أن الطلاب يموتون في الجامعات لشدة الاستقطاب، وأن منسوبي الأحزاب يدفعونهم لمواجهة والدولة أو مواجهة بعضهم البعض، ليصنعوا من أجسادهم وقوداً رخيصاً لثوراتكم أو حكوماتكم، والقادة في منازلكم أو مكاتبكم التجارية. وهذا تصرف غير أخلاقي وأقرب إلى الجبن والتواري خلف الدروع البشرية من الأبرياء. وأضاف المدير أن الشغب والتعادي لا يصنعان قيادياً مثالياً، وكل ممن حضروا اللقاء تطوع بقائمة طويلة من القادة الحزبيين الفاشلين-حتى من أحزابهم-وكلهم كانوا قادة طلاب. بهذا المثال نكأت جروحاً غائرة في كل منهم، لم أستطع علاجها بما عندي من معرفة بالاسعافات الأولية، والصدمات "الأنفلاكتية" (للسياسيين الأطباء فقط!). 

ليست هناك تعليقات: