الأربعاء، 18 مايو 2016

التنوير المعرفي من وراؤه؟

 16-05-2016
بريدي الإلكتروني ضمن قائمة بريدية طويلة تصلني عبرها دعوة أسبوعية لمنتدى التنوير المعرفي. وشهادة حق أنهم يطرحون مواضيع مهمة ويسندونها إلى متخصصين.
ما استطعت تلبية الدعوة إلا مرتين ولكن عشرات المواضيع تمنيت لو كنت هناك. آخر منتدى يوم الأربعاء الماضي كان بعنوان (معاش المواطن السوداني في ميزانية 2016 الطموحات، الإنجازات، التحديات، المعالجات) يقدمها بروفيسور صلاح قرناص من جامعة النيلين.
ست البنات علي محمد المدير المالي لإدارة الموازنة من وزارة المالية وتعقيب بروفيسور عصام الدين عبد الوهاب (بوب).
هذا هو الإعلان.
ولكن ظل مقعد ست البنات خالياً كما مقعد أغنية ليلة السبت لصلاح ابن البادية. وجودها كان سيضيف الكثير في ظل ميزانية لم يطلع عليها إلا المجلس الوطني ومجلس الوزراء وظلت غامضة.
تحدث العالمان الاقتصاديان بحرية شديدة وعلمية واسعة نقدا للميزانية التي انهارت في أول شهر، ومنهم من قال في أول أسبوع، المهم انهارت وحنثت الميزانية بوعدها أن لا زيادة ولا ضرائب جديدة ولا رفع دعم وكان أول أفلامها الغاز. وبعد ذلك ترك الأمر للسيد الدولار ليقوم بباقي الزيادات رغم أنف وزارة المالية والبنك المركزي.
لا أريد أن استرسل في ما قاله العالمان، ولكن تعقيبات الحضور كانت بقدر كبير من الحرية لو ذكر معشار ما قيل في ذلك المنتدى في أي صحيفة لما رأت النور ثانيةً (ولو حكمت لها المحكمة الدستورية).
أول ما يتبادر للذهن.. من وراء هذا التنوير المعرفي؟ ولماذا هذا القدر الكبير من الحرية داخل هذا المبنى.
منتدى التنوير المعرفي ذكرني النكتة السياسية بين الروسي والأمريكي حين قال الأمريكي للروسي يمكنني أن أصعد فوق البيت الأبيض واسب الرئيس الأمريكي ولا يسألني أحد. رد الروسي وأنا كذلك يمكنني أن اصعد فوق الكرملين واسب الرئيس الأمريكي ولا يسألني أحد.
قطعا منتدى التنوير المعرفي ليس تابعاً لمعارضي الإنقاذ فهي شديدة الحساسية من أي تجمع فكري ويطلب له الإذن قبل أيام وقد يرفض الطلب وقد يفض لقاء الحزب المعارض قبل انعقاده بدقائق بأي حجة.
الاستنتاج أنه لجهة رسمية. ماذا تريد هذه الجهة؟ جس نبض أم تنفيس المجتمع أم تريد أن تدعي أن الحرية متاحة جداً. وربما أن هناك عدة وجوه للإنقاذ منها مكابرون لا يرون فيها عيبا قط. ويريد خصومهم أن يثبتوا لهم بالدليل وفي نطاق ضيق معرفة المواطنين بكل ما يظنه الآخرون أسرارا.
ولكن أين تعرض هذه البضاعة وأمثالها ومن المتسوقون؟
هل استطيع أن أكتب هنا ما قاله أحد المعقبين أم سيكون هذا آخر عدد "للصيحة" ؟ (نمشي جنب الحيط ونقول يا ساتر حفاظاً على الصحيفة وليس خوفاً خاصاً).
أقول إن منتدى التنوير المعرفي من الأماكن التي فيها حرية رأي عالية. (والله من وراء القصد) مش بكتبوا كده لما الواحد يكون كاتب كتابة صعبة فمنتدى التنوير المعرفي يجب أن يقال في ختامه والله من وراء القصد.

ليست هناك تعليقات: