السبت، 22 نوفمبر 2014

والي الجزيرة رشوهو بالموية


                                بسم الله الرحمن الرحيم
                        

اوردنا في الايام القليلة الماضية تجربة القرود في القفص والتي كانت تتفادى الرش بالماء البارد بترك الأمور كما هي دون تغيير في مثال إداري للبيروقراطية وعدم تغيير الواقع ولو كان غير منطقي وغير مقنع.
يوم الثلاثاء الماضي دُعيت للمشاركة في استقبال الوالي عند زيارته لطريق ود السائح ، هذا الطريق الذي اصبح لغزاً كبيراً من حيث طول مدته وقصر طوله ، وهو لمن لا يعرفه طريق يتفرع من طريق الخرطوم مدني ليقطع مسافة 54 كلم الى قرية ابو شنيب وبدأ العمل فيه عام 2003 م، تمت حتى الآن خلال هذه الاحد عشر سنة سفلتة  10 كلم بمعدل كيلو كل سنة يعني بعد 54 سنة سيصل الى ابوشنيب إن شاء الله. يا بخت أحفادنا.
صراحة كتبت كثيرا عن أدب أو بدعة لملمة الناس لاستقبال مسئول ليقوم بعمل روتيني او يفترض ان يكون روتيني وبدون مضيعة للمال والوقت. هذه البدعة حسب علمي المتواضع ليس لها مثيل في العالم المتقدم او المتخلف ولا توجد الا في سودان الهناء هذا، وهي ليست بدعة إنقاذيه وسبقتها عليها حكومات ولكن الانقاذ زادتها مش حبتين زادتها مائة حبة. لدرجة ان وزير داخلية بدرجة بروفسير ووالي برتبة فريق أول ركن افتتحا كشك بسط أمن شامل في يوم من الايام.
بفضول الصحفيين قررت أن أرى ما الجديد وذهبت قبل حضور الوالي الى مكان الاحتفال وعلى طول الطريق انتشرت الشرطة والاطفال وأكيد هم عطشى وجياع الى ان وصلت الى خيمة الاحتفال عند محطة قهوة الخشب ووجدت أمة من الناس وسيارات ومايكرفونات ولمة  ووجوه مغبرة وغناء ومايكرفونات وداخل الخيمة وفي الصفوف الاولى نفس الوجوه منذ عشرين سنة يكررون نفس السناريو.
وغفلت راجعا وانتظرت عن تقاطع الجديد حيث يتفرع الطريق وجاء الوفد الميمون وأوقفت شرطة المرور الحركة على طريق مدني واصطفت السيارات والشاحنات تنتظر عبور الوفد الذي تتقدمه ويويويو وحسبت السيارات في حدود عشرين سيارة في صف طويل وعدت ادراجي الى بيتي.
صراحة كنت أمنى النفس بأن يُغيّر الوالي الدكتور محمد يوسف تغييرا وخصوصا في هذا الجانب وأن لا يفعل الا ما هو مقتنع به ، هنا أنا أقرر ان الأخ الوالي وبعض من وزرائه غير مقتنعين بهذا النهج أو ادب اللملمات وتضييع وقت الناس وتعطيل العمل في دواوين الدولة إن لم يكن أياما فلنقل يوم الزيارة فقط ولكن هكذا وجدوا أباءهم.
أقدم مقترحاً للأخ الوالي بأن يقدم استبانة لقادة حكومته من وزراء ومعتمدين ومستشارين ومجلس تشريعي حيث يجيب كل منهم وبقناعة شخصية عن أسئلة في هذا الخصوص وننتظر النتيجة لاحظوا كلهم مؤتمر وطني الا قليلا ولا تصرف استبانة واحدة للمعارضة. ولنرى كيف ستكون النتيجة.
وطلب آخر أن يقوم باحثون من الطلاب بدراسة متكاملة للآثار السالبة والموجبة لمثل هذه (اللملمات) البشرية بتفصيل شديد يصل الى حصر الحضور ودوافعهم من الحضور.
أخي د. محمد يوسف نعول عليك كثيرا في التغيير الى الأحسن ولك سيرة طيبة في ديوان الزكاة ووزارة المالية.

ليست هناك تعليقات: