بسم
الله الرحمن الرحيم
الخبر (سلم رئيس مجلس إدارة مشروع الجزيرة
البروفسير كرار أحمد البشير العبادي أمس استقالته الى النائب الأول لرئيس
الجمهورية الفريق أول ركن بكري حسن صالح من مجلس إدارة المشروع وقال عبادى
لـ(الجريدة) إن النائب الأول استجاب لطلبه بقبول الاستقالة وشكره على الفترة التي قضاها
بالمجلس.. يذكر أن كرار قدم عدة مذكرات لرئاسة الجمهورية لذات الأسباب وكشفت مصادر
عليمة لـ(الجريدة) عن معاكسات وخلافات كبيرة وجدها كرار من بعض قيادات اتحاد
المزارعين المناهضين لإلغاء قانون مشروع الجزيرة لسنة 2005م.
وقبله
قدم بروفسير عثمان البدري استقالته من مجلس ادارة شركة الأقطان بعد ثلاثة أشهر فقط
من تعيينه والذي كان قبله عباس الترابي بقي في المنصب قرابة العشرين سنة إلى أن أُقيل.
وقبل
زمن بقي أحدهم رئيسا لمجلس إدارة مشروع الجزيرة أكثر من عشرين سنة ومنذ حكومة مايو
ورئيسها جعفر نميري وكل الحكومات التي تلته. لم يزيحه من الكرسي إلا الموت. رحمه
الله.
ما
الذي يفهم من استقالة العالمين الجليلين؟
ما
هذا العداء بين قادة المزارعين والعلماء قلت قادة ولم أقل المزارعين؟ طبعاً لن
نقول ما هذا العداء بين الدولة والعلماء؟
الوصول الى قيادة المزارعين مبني على الانتهازية
والمصالح الخاصة وليس على طريقة سيد القوم خادمهم ، الوصول الى قيادة المزارعين
مبني على تواطؤ السياسيين ومن يخدم أغراضهم غير النبيلة أحياناً. والمزارعون
المتواطئون مع السياسي لهضم حقوق قواعدهم.
بديهي ان يختلف هؤلاء العلماء مع هؤلاء
العامة البون شاسع بين مستويات فهمهم ، وجلوسهم في مكان واحد مغلق للطرفين وكل
يتحمل الآخر على مضض عسى ان يصل الى أهدافه.
دائما ينسحب العلماء في هذا السجال ويبقى
العامة وهذا لن يدوم الى يوم القيامة ودليلنا الآية (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ
وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا
الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ
وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ ۚ
كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ (17).
السؤال كيف يُغيَّر هذا الواقع المؤلم ؟ هل
ننتظر الى ان يصبح كل المزارعين علماء ويكون ممثليهم أي ممثل منهم يقوم بالدور ؟
طبعا هذا افتراض لا ينطبق قريبا على الواقع. وأبسط منه أن تغير طريقة اختيار
اتحادات المزارعين ويجلس لذلك مخلصون ليجيبوا على السؤال من يمثل المزارعين؟ ما هي
مواصفاته؟ وما هي مؤهلاته وقبوله لدى القواعد؟ وهذا يحتم على الاحزاب السياسية ولو
مرة واحدة أن تبعد بعيدا وتقدم مصلحة
الوطن على مصلحتها الخاصة. ( معقولة بس؟!!).
صراحة لم استغرب استقالة بروفسير عبادي ويوم
دعانا للتفاكر معه لم استطع ان اقول له هذا ليس مكانك وكتمتها في نفسي إذ يستحيل
على رجل بهذا العلم وهذا الأدب ان يبقى في هذا المكان.
المحيرني بروفسير عثمان البدري يوم قدم
استقالته لم تسأله جهة ما سبب الاستقالة ليكشف لهم اسبابها ويبدو ان من قبل
الاستقالة اكتفى بأن يسمع من الطرف الواحد الذي يطربه حديثهم.
أما
حكاية إلغاء قانون 2005 هذه (لحسة كوع) أما تعديله فنعم .
الصيحة نوفمبر 2014 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق