بسم
الله الرحمن الرحيم
لا
أحد يتمنى المرض غير ان أحدهم قال للمدير العام لوزارة الصحة بولاية الجزيرة بعد
ان رأى مستشفى الطواري الجديد – قبل الافتتاح – بعد كده الواحد يتنمى يمرض في
مدني. منتهى المبالغة.
ما
يجعل هذه المبالغة مقبولة هو المقارنة بين حوادث مدني القديمة ومستشفى الطوارئ
الجديد. القديمة مسقوفة بالزنكي لا تقوى كل مراوح مدني على تبريدها مكتظة عياداتها
بالمرضى لدرجة الاختناق ولن ابالغ لو قلت الطبيب لا يستطيع ان يتحرك سنتمترات حوله
لكثرة المرضى وضيق المكان. وقالوا إذا ما
نزلت مطرة وحده مدير مستشفى مدني الذي يقول : حولينا ولا علينا إذ أي مطرة تعطل
الحوادث يومين على الأقل حيث تغمر المياه أرضها وكأنها مزرعة أُرز ( أُرز وليس أرز
فنحن في السودان وليس لبنان ومن أراد الفرق بين لبنان والسودان فليسأل اسحق احمد
فضل الله).
هذا
المستشفى الجديد رصدت لها مبالغ كبيرة وصلت جملة تكلفته حتى الآن فيما سمعت 24
مليون جنيه مباني وأجهزة واثاثات. وهو الآن جاهز لاستقبال الحالات الباردة
والساخنة _ لا سمح الله – وبه عدد من غرف العناية المكثقة لا مثيل لها من حيث
العدد في مستشفيات السودان 16 غرفة عناية مكثفة مكتملة التجهيز مونتير واكسجين
وحاجات كده.
غرف
المستشفى كثيرة ومتعددة ودرجات، لمرضى القلب غرفهم ولمرضى الأزمة غرفهم ولكل ما
يكفل له علاجه بإذن الله وكل اسباب الشفاء والباقي على الله.
مجهز
المستشفى بمعمل حديث وصيدلية لتكون في متناول الطوارئ وغرف عمليات متعددة تقبل عدة
عمليات في وقت واحد. وكل ذلك يجب ان يكون بالمجان لأنه طوارئ ولكن هل تستطيع وزارة
الصحة الصرف على هذا المستشفى كل ما يريد؟ يقال ان فاتورة الكهرباء وحدها قد تصل
الى 75 مليون جنيه في الشهر والنظافة فوق الخمسين مليون في الشهر، من أين لوزارة
الصحة هذا التسيير ما لم تجد مددا اتحاديا؟؟
أخشى
ان يهزم الانسان السوداني هذا المجهود وأعني هنا بالإنسان المواطن والمسئول
المواطن يريد ان يرافق المريض عشرات من اهله واقاربه عطفا عليه ومواساة له ولكن
ليس في هذا المستشفى مكان لهذه العادات وربما يحتاج الاطباء المريض وحده بدون أي
مرافق من يضبط هؤلاء الحنينين على زولهم.
ثم
ثانيا ممرض وطبيب القرن الماضي الذي يريد ان يخلف رجل على رجل واضعا سفته بين لثته
وشفته وسفنجاته كل واحدة في بلد لا مكان له في هذا المستشفى فهذا يريد كوادر
كالنحل رشاقة وخفة.
عموما
هذا المستشفى نقلة حقيقية. بل الصحة في مدني تمضي بصورة طيبة ولن ابالغ إن قلت ان
ود مدني تفوقت على الخرطوم في الصحة وكثير من الفرق الخارجية عندما تحضر للسودان
تجري عملياتها في مدني عمليات القلب للاطفال دائما تجرى في مدني وكذلك زراعة الكلى
ومستشفيات للاطفال والطب النووي ( يا خسارة مبناها على وشك الانهيار في عملية غش
مشهورة. بالمناسبة الموضوع دا وصل وين؟؟؟؟) .
في
هذا الاسبوع زرت المستشفى للمرة الثانية وبعد ان اشتغل قرابة الخمسة أشهر ، وتجولت
فيه ووجدته يعج بالمرضى والمرافقين ووجدته في غاية النظافة ويقوم بدوره على أكمل
وجه ورأى الناس بأم أعينهم أن العلاج يمكن ان يكون مجاناً وخدمة على مستوى عالي.
واتمنى أن تصدقوني في حكاية العلاج
مجاناً . أحلف ليكم؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق