الضرائب والسياسة! زائر
25-11-2014
|
في صحيفتنا هذه (الصيحة) وجه د. عبد الماجد عبد القادر وبطريقته الظريفة وخفيفة الدم، في عموده (ثالثة الأثافي) مصلحة الضرائب كمورد هام مذكرًا إياها بما يتقاضاه المغنون أو الفنانون من مبالغ هائلة في حفلات الأعراس واقترح على الضرائب أن ترصدهم وتأخذ الضرائب منهم. وذكر أن أجرتهم بمبالغ هائلة جداً لا داعي للأسماء ولا الأرقام. (هل انتبهتم للعبارة جيداً حيث ذكرت مغنين وفنانين لأنه ليس كل مغنٍ فناناً؟ وللا مش كده؟ هسه ممكن نقول فلان دا فنان؟؟؟).
وفي يوم آخر كتب الأستاذ أحمد التاي في عموده ( نبض للوطن) عن أن الضرائب صارت مما يستغل لتركيع الخصوم السياسيين وقد طولب تاجر حديد مشهور تحول إلى سياسي مزعج بضرائب فوق الميار جنيه.
مؤيداً الأستاذ أحمد التاي أروي هذه الحادثة. لقد قال أحد التجار ترشح لمنصب سياسي عندما سئل عايز بالسياسة شنو؟ كان رده: لأحمي بها مصالحي.
مما تقدم ويمكن أن أزيد عليه أن ديوان الضرائب في كل مرة يتحدث عن توسيع المظلة الضريبية مما يعني اعترافاً بأن مظلته الضريبية – إن وجدت – في حاجة لتوسيع.
يبدو لي والله أعلم أن الضرائب في بلادنا متخلفة وربما غير عادلة إذ يدفعها الفقراء ومتوسطو الدخل ويتهرب منها الكبار الذين يخلطون السياسة بالتجارة أو العكس.
ما لم يكن للضرائب قوتها كما في الغرب حيث التهرب الضريبي من أكبر العيوب والمتهرب من الضرائب يوم يرصد يشهّر يه في وسائل الإعلام ويمنع من اعتلاء أي منصب سياسي او تنفيذي. يكفي قتلاً للشخص إن ثبت أنه تهرب من الضريبة ولو مرة في عمره.
وضرائبنا يدفعها طلاب الجامعات 30 % من كل محادثة أو "داتا" يستخدمونها وربما يدفعون للضرائب أكثر مما يأكلون في يومهم والأغنياء يتحايلون ويتهربون!
اعتماد الضرائب في تحصيلها للضريبة حتى الآن متخلف جداً وغير منطقي ويعتمد على التقدير والاستلطاف وعدمه وهذه قمة عدم العدل، الذي به يحصن الحكم.
الضرائب إلى يوم الناس هذا تصرف على موظفيها الرواتب ومن باب آخر تحفزهم إن حققوا ربطاً معيناً، وهذا يحدث خللاً كبيراً إذ سيصبح هم الموظفين تحقيق الربط وبأي طريقة لينالوا الحوافز وإذا فاض الربط أجلوه للشهر القادم مما يعني أن هم موظف الضرائب تحقيق الربط ومن أصغر مظلة. ما لم تختف كلمة الربط هذه من ديوان الضرائب ويعمل كل موظف واجبه الذي يتقاضى عليه راتبه وعليه يحاسب لن تكون الضرائب إلا وجهاً من أوجه التسلط ونتائجه الغبن والدعاء على الظالم.
الضرائب في العالم وخصوصًا ضريبة VAT القيمة المضافة تتحصل إلكترونيًا ويوميًا يمكن أن تنزل في حساب الضرائب وهي إن أتقنت وحدها تكفي ومن إتقانها إعادة دراستها مجدداً وأن توضع بصفة عادلة وإذا ما حوسبت بنظام كما في بلاد الدنيا وحدها تكفي وتختفي عدة ضرائب تؤخذ من الفقراء ويعفى منها السياسيون والأغنياء أو العبارة تكون أصح لو قلنا "السياسيون الأغنياء" وربما أشتط وأقول السياسيون فقط، إذ معلوم بالضرورة أن كل سياسي في السودان غني.
الصيحة 25/11/2014 م
|
الجمعة، 28 نوفمبر 2014
الضرائب والسياسة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق