بسم
الله الرحمن الرحيم
لم أر في حياتي علماً على الشيوع مثل علم
التربية إذ كل من يمشي على قدمين له رأي في التربية والتعليم. وهذا من عِظم ما
يترتب على التربية والتعليم في حياة الناس. ليس هذا فحسب بل بعض العامة لا يرون
الا ما يروا في التربية وكأنها بلا أهل ولا قبيلة.
تعلمت
في اليومين الخامس والسادس من نوفمبر هذا الكثير من حيث الشكل والمضمون . والقصة
أنني دُعيت للقاء تفاكري بعنوان:( أدوار
كليات التربية في ضوء التغييرات الجديدة
في التعليم) ولقد ذكرت لكم قبل اليوم أني لا تخلف عن دعوة تربية ولا دعوة زراعة
إلا يمسكني الشديد القوي.
من
حيث الشكل كان اللقاء في بخت الرضا وكأن القائمين على الأمر وهم وزارة التعليم
العالي ووزارة التربية والتعليم العام والمركز القومي للمناهج والبحث العلمي
أرادوا ان يثبتوا لبخت الرضا فضلها القديم وأرادوه بعيداً عن أعين الفضوليين.
حضور اللقاء ما شاء الله كل عمداء كليات
التربية وعددهم فوق الثلاثين هذه عبارة غير دقيقة يعني كم؟ سألت ولم أجد إجابة إذ
عدد كليات التربية بعدد الجامعات الحكومية وبعض الجامعات لها أكثر من كلية تربية.
وبعد ذلك علماء وخبراء التربية بالسودان وأساتذة المركز القومي للمناهج.
كالعادة جرى العرف أن تكون هناك جلسة
افتتاحية في أي شيء يخاطب فيها السياسيون من وزراء ومعتمدين الحضور ويحدثونهم
كأنهم هم العلماء والحضور تلاميذ ويحسبون انهم يضعون لهم موجهات الورشة او اللقاء
وينصرفوا ولا ينتظرون حديثاً ( طبعا مشغولين أوي) ما يحمد لهذا اللقاء أن كل
المفترض فيهم مخاطبة الحضور غابوا وانابوا غيرهم ويشهد الله كان نائب الفاعل رائعا
جدا وخصوصا الضابط الاداري ابراهيم السنوسي الذي تحدث نيابة عن معتمد الدويم،
وانفض سامر الجلسة الاولى وجاء دور العلماء
والمتخصصين وقدمت ثلاثة أوراق لكل ورقة موضوع . وأحمد لهذا اللقاء وأشهد انه أمتع
لقاء رأيته في حياتي وذلك ان كل من طلب فرصة أعطي فرصةً كاملة ليقول كل ما يريد
وسجل كل قول وهكذا احترام العلماء وآراء العلماء.
لن أدخل في تفاصيل الأوراق اليوم ولهذه يوم
آخر ، ولا التوصيات ولكن ما يميز توصيات هذا اللقاء على غيرها أن كثيرا من توصيات
الورش تكون مكتوبة قبل انعقاد الورشة على طريقة المصريين ( يا عم أنت عايزها كم؟)
ونشهد - حتى الآن - أن التوصيات التي خرج بها هذا اللقاء التفاكري خرجت من تلك
القاعة وبعد نقاش علماء دام يومين متتاليين.
لن يثمر هذا اللقاء قريباً وربما بعيدا ما لم
يغذى مالياً وهنا نسأل المال وتوزيعه من يخطط له هل هو القطاع الاقتصادي في الحزب
الحاكم؟ هل هو المجلس الوطني ؟ هل هي وزارة المالية؟
ما لم أقله لكم حتى الآن أنني الكاتب الصحفي
الوحيد الذي دُعيَّ لهذا اللقاء ربما لبعض
من تربية في مكوناتي. طبعا (بعض من تربية) في حضرة هؤلاء العلماء .
الصيحة نوفمبر 2014 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق