الأحد، 16 نوفمبر 2014

( عين) وليس (كور)


                                بسم الله الرحمن الرحيم
                         

أكثر من عشر سنوات كلما مررنا بالقرب من  مدينة جياد الصناعية وبالتحديد شرقا منها قليلاً حدقنا في ذلك المصنع لعل الله يخرج منه ما يطمئن على انه بخير. مبنى فخم في مساحة كبيرة جداً كُتب عليه ( عين للمحاليل الوريدية). وما ذكرت المحاليل الوريدية الا وذكرت ( كور). وتنشيطا للذاكرة محاليل كور استوردت في العقد الماضي وكانت ضاربة وأحدثت ضجة كبيرة جداً.
قبل اسبوعين تقريباً وانا أسير في طريقي للخرطوم رأيت دفارين محملين بكراتين مكتوب عليها (عين السودان) بحثت عمن يشاركني الفرحة فاتصلت على الصديقين د.بابكر عبد السلام والبروف عبد اللطيف البوني وكلاهما يشاركنا هذا الهم ونقلت لهم الخبر أخيرا انطلق المصنع.
يوم الاربعاء الماضي وبدعوة من الأخ د.كمال عبد القادر مساعد المفوض للشئون الطبية بالجهاز الاستثماري للمعاشات مع أخوة صحفيين زرنا المصنع وأدهشونا بالمعلومات. مصنع المحاليل الوريدية تأسس عام 2003 الهدف منه توفير هذه المحاليل محلياً وسمعت من وزير صحة سابق في اول يوم لوضع اساسه حيث قال من العيب ان نستورد هذه المحاليل من الخارج مكونها الاكبر الماء ( موية تجلبق). فرحنا وانتظرنا ولم يلد الجمل ولا الجبل فاراً. سألنا مرارا وتكررا ما سبب عدم تشغيل المصنع وكانت الاجابة وحيدة ( شركاء متشاكسون).
اخيرا رست الشراكة على ثلاث جهات أولها الجهاز الاستثماري للضمان الاجتماعي بنسبة 51 % وشخصان سودانيان آخران. ( بارك الله في الجهاز أخيرا التفت للزراعة والصحة وترك العقارات).
وانطلق المصنع المفيد والمهم بعد ان فتح الله عليه بالدكتور عماد عثمان والذي عمل في مصانع شبيهة بهذا المصنع خارج السودان طوال ربع القرن الماضي. وبدأ الانتاج التجريبي في سبتمبر 2013 م. وبدا الانتاج التجاري في أغسطس 2014 م.
ماذا ينتج المصنع الآن وكم يكفي لحاجة السودان؟ المصنع ينتج  محاليل وريدية تغطي الاحتياج بنسبة 25% ومحاليل غسيل الكلى بنسبة 100 %
( الحمد لله رب العالمين).
الدخول الى المصنع لمشاهدة الانتاج تحت إجراءات مشددة من التحوطات واللبس الخاص وذلك لترى من خلف زجاج كيف يعمل المصنع اما مكان العبوات فالدخول اليها مستحيل وذلك لضمان قمة الجودة فالأمر لا يحتمل أي تهاون هذه محاليل  تدخل الدم مباشرة أي خلل فيها يعني الموت. الهواء الذي يدخل المصنع يمر بمنطقة تنقية حتى يدخل نظيفا وخالٍ من أي تلوث وكذلك الماء يعالج معالجة دقيقة جدا حتى يصبح مكونا للمحاليل ولا يحمل أي شائبة. وكل عبوة تمر بمراحل فحص متعددة وتخزن بطرق علمية وترص كل هذه الخطوات أو معظمها أوتوماتيكي وبعيدا عن الايدي.
النظام العالمي لهذه المصانع كان يسمح بنسبة خطأ 1 لكل مليون عبوة بعد الكمبيوترات والتطور الذي طرأ لا يسمح ولا بواحد في المليون حتى يعطى المصنع شهادة الانتاج يجب ان لا يكون هناك خطأ قط صفر عدييييل.
صراحة انت داخل المصنع تشك انك في السودان بالمناسبة السودان واليابان قريبتان في النطق.
عما قريب سيركب خط انتاج جديد يُمكِّن المصنع من تغطية كل احتياجات البلاد من المحاليل الوريدية وربما يتعداها للدول المجاورة.
ولكن ولكن ولكن تعالوا نشوف السعر. العبوة التي يسمونها درب تخرج من المصنع بمبلغ 3.75 أربع جنيهات الا ربع وتباع في الاسواق بأكثر من ضعف هذا المبلغ لييييييييييييييييييه؟ ياربي سماسرة العقِارات قبلوا علي العقَارات؟ من يضبط هذه الاسعار؟
خلاص بكرة الاثنين 3/11/2014 م الافتتاح السياسي.


 الصيحة نوفمبر 2014 م

ليست هناك تعليقات: