السبت، 22 نوفمبر 2014

قبيلتك شنو؟


                                بسم الله الرحمن الرحيم
                       

                      قبيلتك شنو؟

نبدأ بهذا الدرس في علم الادارة. أحضر خمسة قرود، وضعها في قفص وعلق في منتصف القفص حزمة موز، وضع تحتها سلما.
بعد مدة قصيرة ستجد أن قردا ما من المجموعة سيعتلي السلم محاولا الوصول إلى الموز.
ما أن يضع يده على الموز، أطلق رشاشا من الماء البارد علي القردة الأربعة الباقين وأرعبهم
بعد قليل سيحاول قرد آخر أن يعتلي نفس السلم ليصل إلى الموز، كرر نفس العملية، رش القردة الباقين بالماء البارد. كرر العملية أكثر من مرة.......
بعد فترة ستجد أنه ما أن يحاول أي قرد أن يعتلي السلم للوصول إلى الموز ستمنعه المجموعة خوفا من الماء البارد. الآن، أبعد الماء البارد، وأخرج قردا من الخمسة إلى خارج القفص، وضع مكانه قردا جديدا (لنسميه شارون مثلاً) لم يعاصر ولم يشاهد رش الماء البارد. سرعان ما سيذهب شارون إلى السلم لقطف الموز، حينها ستهب مجموعة القردة المرعوبة من الماء البارد لمنعه وستهاجمه. بعد أكثر من محاولة سيتعلم شارون أنه إن حاول قطف الموز سينال (علقة قرداتية) من باقي أفراد المجموعة!
الآن أخرج قردا آخر ممن عاصروا حوادث رش الماء البارد ...غير القرد شارون وأدخل قردا جديدا عوضا عنه. ستجد أن نفس المشهد السابق سيتكرر من جديد. القرد الجديد يذهب إلى الموز، والقردة الباقية تنهال عليه ضربا لمنعه. بما فيهم شارون على الرغم من أنه لم يعاصر رش الماء، ولا يدري لماذا ضربوه في السابق،كل ما هنالك أنه تعلم أن لمس الموز يعني (علقة) على يد المجموعة. لذلك ستجده يشارك، ربما بحماس أكثر من غيره بكيل اللكمات والصفعات للقرد الجديد ربما تعويضا عن حرقة قلبه حين ضربوه هو أيضا........
استمر بتكرار نفس الموضوع، أخرج قردا ممن عاصروا حوادث رش الماء، وضع قردا جديدا، وسيتكرر نفس الموقف. كرر هذا الأمر إلى أن تستبدل كل المجموعة القديمة ممن تعرضوا لرش الماء حتى تستبدلهم بقرود جديدة! في النهاية ستجد أن القردة ستستمر تنهال ضربا على كل من يجرؤ على الاقتراب من السلم. لماذا ؟
لا احد منهم يدري!! لكن هذا ما وجدت المجموعة نفسها عليه منذ أن جاءت!
هذه القصة ليست على سبيل الدعابة. وإنما هي من دروس علم الإدارة الحديثة لينظر كل واحد منكم إلى مقر عمله. كم من القوانين والإجراءات المطبقة، تطبق بنفس الطريقة وبنفس الأسلوب البيروقراطي غير المقنع منذ الأزل، ولا يجرؤ أحد على السؤال لماذا يا ترى تطبق بهذه الطريقة؟ بل سيجد أن الكثير ممن يعملون معه وعلى الرغم من أنهم لا يعلمون سبب تطبيقها بهذه الطريقة يستميتون في الدفاع عنها وإبقائها على حالها!!
 أخيرا  أمر رئيس البرلمان  الفاتح عزالدين الجهات المختصة بوقف اسم القبيلة من مضابط الجنسية والغائها من بيانات الرقم الوطني والاثباتات الشخصية واستمارات التقديم للعمل في كافة مؤسسات الدولة والاستعاضة عنها  بكلمة» سودانى». وقال عزالدين أن هناك توجيهات قد أصدرت للمؤسسات العامة بحذف اسم القبيلة من مضابط الجنسية والاثبات الشخصية.
لو سئلت رأيي لأضفت وفي كل اوراق الدولة الرسيمة. عندما تدخل مكتب تحقيقات   أمني يسالونك الأسئلة المعهودة اسمك عمرك الى ان يصل الى قبيلتك قلت لهم مرة : علي عبد اللطيف احتج على هذا السؤال قبل 90 سنة واجاب سوداني.
طبعا كان ردهم يا اخي عندنا فورم لازم نملاه ومكتوب فبه قبيلتك. نعمل شنو؟؟
مرشوشين بالموية.

 الصيحة نوفمبر 2014م







ليست هناك تعليقات: