الأحد، 16 نوفمبر 2014

القمح و الدغمسة


                                بسم الله الرحمن الرحيم
                        

      غرسُنا أثمر. الزراعة صارت على كل لسان ولها نشرة أخبار خاصة في بعض القنوات والحمد لله.إذاً في القوم رجال أو رجل رشيد. لذا اسمعونا جيداً. المساحة المستهدفة لزراعة القمح في مشروع الجزيرة مقدور عليها وهي 500 ألف فدان ( خمسمائة الف فدان) رغم كل المنغِصات الموجودة من عدم استقرار في السياسات وتحديد المسئوليات وواجب كل جهة والقائمة طويلة . وكي لا يلحق القمح القطن يجب الالتفات لما يجذب المزارع هذه السنة والسنوات القائمة لزراعة القمح ، هذا المزارع لا يقاضي ولا يشتكي ومتى ما تراكم عليه الظلم سيترك زراعة القمح كما ترك زراعة القطن. ( بالله هل توجد دراسة تجيب على سؤال لماذا ترك المزارع زراعة القطن وانخفضت مساحته من 500 الف فدان الى 17 الف فدان قبل سنوات قليلة) الاجابة التي يعرفها الجميع أن حسابات القطن مدغمسة وتنقصها الشفافية.
      الآن بدأت زراعة القمح والمزارع المسكين لا يعرف عن أسعار المدخلات والعمليات أي شيء ( على فكرة انا مزارع وسيد وجعة) لم تخطره جهة بما له وما عليه حتى كتابة هذه السطور وكل الذي يدور شفاهي وليس مكتوب ويمكن ان يكون قصص للونسة لا  أساس لها من الصحة. وطالبنا مرارا وتكرارا أكتبوا للمزارع ما له وما عليه في عقد بينه والجهة الممولة إدارةً كانت ام البنك الزراعي ام تمويلاً أصغر.
   المزارعون نفسهم طبقات طبقة سوبر مزارعين يدخلون بين الجهة الممولة والمزارع ويستفيدون بطريقتهم كمقاولين لبعض العمليات وهؤلاء هم أعداء الشفافية الاوائل يملؤون جيوبهم من تجهيل المزارع وتغفيله ومارسوا مع جهات أخرى هذا الدور في محصول القطن وأخيرا فقدوا القطن كله او جله.
باب استغفال آخر او استهبال آخر اسمه التأمين الزراعي. عندما فرض بنك السودان أن لا تمول البنوك أي زراعة غير مؤمنة راج سوق التامين الزراعي وكانت تنفرد به شيكان والآن ظهرت شركات تامين أخرى لسان حالها يا شيكان انت اشطر مننا في شنو؟ ( تمسك قروش تأمينك وتزوغ من المزارعين وبس وبالكثير تدفع تعويض لواحد او اتنين وتكب الزوغة).
       شركات التأمين هذه لا توقع عقدا مع المزارع ولا تحدد له كيفية ابلاغها عن الضرر الذي يصيب الزراعة وأي مزارع متضرر يحاول الوصول اليها يكون رد هذه الشركات جئت متأخر انتهى زمن البلاغات. والمزارع المسكين لا يعرف متى واين تقدم البلاغات لا رقم هاتف لا عقد لا مكان لا زمان. طبعا الغلاط على المًؤمن وغير المؤمن هذه مسألة دائمة ولا يوجد عقد يحسمها.
     ويأتي يوم الحصاد وهو أسوأ يوم في حياة المزارع إذ يدخل معه الحواشة عشرات الناس يمثلون عشرات الجهات وكل يريد قمحاً وفي ذلك اليوم يبدأ ( لعب القمار الحلال) التكلفة او التمويل دائما اعلى مما ذكر. ليه مش عارف؟ ودائما صادم للمزارع. وهنا لا بد من ذكر الترحيل والذي يجب ان يكون على المشتري وهو الجهة الممولة ولكن يطالب المزارع بتسليم المشتري القمح في المكان الذي يحدده المشتري ( بقية من ثقافة القطن ) وهنا يبدأ ابتزاز المزارع بأن يدفع مبالغ أعلى من المعلن للمرحل أو يظل يحرس قمحه في زمهرير الشتاء.
وظلم ثالث والمظالم لا تنتهي القمح السعر المعلن للجوال زنة 100 كلجم وفي العادة الجوال يزيد عن هذه المائة او ينقص في السابق كان يعطى المزارع فرق الوزن هذا وفي السنة الماضية لا يعلم المزارع اين ذهب فرق الوزن هذا.
يا أخي قلبي تقطع والمصائب لم تنته.

الصيحة نوفمبر 2014 م

ليست هناك تعليقات: