الأحد، 16 نوفمبر 2014

لا لا يا مفوضية


                                بسم الله الرحمن الرحيم
                        

الذين يشكون من ضعف الخدمة العامة وبعضهم  يشكو من تخلفها وجدت لهم سببا من اسباب هذا التخلف. وقبل دعوني أسألكم ما هي الجهة التي تختار موظف الخدمة العامة، كلكم سيجيب مفوضية الاختيار للخدمة المدنية القومية اسمها السابق لجنة الاختيار. ( شاطرين صاح هذا اسمها)
لم ادخل في واحدة منافساتها فعمري فوق الستين ونحن من جيل كان يتخرج اليوم ويوظف في اليوم التالي ( مش في الجريدة طبعاً). ولا أريد ان اتحدث عن المعايير التي تختار بها من يتقدم اليها نفترض فيها المهنية والمثالية والصدق.
طيب مالك معاها؟
 سألتني. هذه المفوضية لها إعلان غير موفق على صفحات الصحف وبمساحة كبيرة وبالوان زاهية يقول الاعلان: ( تعلن المفوضية الخريجين الذين جلسوا للامتحان التحريري لوظائف الشركة السودانية للتوليد الحراري بأنه تقرر أن تعقد المعاينات للذين اجتازوا الامتحان يوم الأحد 2/11/2014 م وعليه نرجو مراجعة إعلانات المفوضية لمعرفة الكشوفات  وجدول المعاينات).بتصرف
الحرقتني وفورت دمي حكاية مراجعة إعلانات المفوضية بشارع المشتل ولك ان تتخيل واحد في نيالا وواحد في حلفا وواحد في الدمازين واحد في واق الواق من الذين تقدموا عليه ان يركب طائرة او قطار او بص او لوري أو جمل ليصل شارع المشتل ويجي يقرأ متى ستكون معاينته.
في أي قرن هؤلاء الذين أخرجوا هذا الاعلان؟ كم عدد الذين تقدموا؟ كم نجح منهم؟ هل ملأ كل واحد منهم طلباً أوو قدم سيرة ذاتية؟ هل في هذا الطلب أو السيرة الذاتية الاسم ورقم الهاتف والبريد الإلكتروني        E-mail؟ الا يمكن اخطاره بموعد المعاينة عبر واحدة من هذه الوسائل؟
أليس للمفوضية موقع على الانترنت؟ الا يمكن ان تعرض هذه الجداول عليه؟ ( ادخلوا الموقع. ولقد دخلته ووجدت آخر تعديل
General update: 18-10-2014 08:38
). طيب عاملنو ليييه؟
إذا كان هذا حال المفوضية المنوط بها اختيار موظفي الخدمة العامة وهي تتعامل بهذه الاساليب المتخلفة ( تعالوا شوفوا الجداول!!!) بعد ذلك إن كنت في عمري لك ان تتخيل هؤلاء الخريجين المتقدمين للعمل في شركة التوليد الحراري وأمثالهم وكلهم أجزم كلهم يجيد التعامل مع الكمبيوتر والايميل. كم هو الفارق بينهم وبين مخرج هذا الاعلان مدير المكتب التنفيذي للمفوضية ؟؟؟؟
كنت سأصرف ذهني لأمور أخرى لو وجدت الجداول على الموقع على الانترنت ويبقى الاعلان في الصحف زيادة خير. لكن يبدو والله اعلم ان هذه الوسيلة الوحيدة التي ورثوها من اسلافهم ولم يقف أحد على التطوير والمواكبة.
متى تتطور الخدمة المدنية في بلادنا؟ وقبلها متى تتطور مفوضية الاختيار وتحدّث من اساليب تعاملها مع المتقدمين وتخرج من موروثاتها القديمة وتوفر للمتقدمين مالهم ووقتهم؟؟؟ ماذا لو أجبرت كل الدوائر الحكومية على وضع صندوق للمقترحات بلاش الشكاوي يضع كل متعامل مع المرفق فكرة أو مقترح تطوير.
هل جلس لصياغة هذا الاعلان شخصان على الأقل؟ هل رن هاتفهم النقال أثناء التفاكر الم يهدهم الله لاستخدام وسيلة لتوصيل هذه الجداول غير الاعلان في الصحف ( طبعا ناس قسم الاعلان في الصحف ح يزعلوا).
من لا يتطور لا يُطوِّر!


 الصيحة اكتوبر 2014 م

ليست هناك تعليقات: