الأحد، 16 نوفمبر 2014

الشرطي الفاضل وآخر غير ذلك


                                بسم الله الرحمن الرحيم
                         

       في مطلع الاسبوع الماضي اتصل علي من عرف نفسه بأنه رجل شرطة وسألني هل تعرف بروفسير سنادة ؟ أجبته نعم . قال وجدت أوراق هامة تخصه هل يمكن ان تخبره وحدد مكانه.
    أتصلت على صديقي واستاذي بروفسير محمد حسن سنادة أخبره ان شنطته بطرف مساعد شرطة الفاضل موسى حسن الذي يعمل بالقصر وجدها قبالة القصر الجمهوري ( بالمناسبة الايام دي القصر طالع في الكفر كده ليه؟؟!!). سبحان الله هذا رده وبهذه السرعة فقدتها قبل أقل من ساعة.
       ذهب بروف سنادة لمساعد الشرطة الفاضل موسى واستلم شنطته او حاوية أوراقه وسأل الفاضل: كيف وصلت الي بهذه السرعة؟ كان رده: وجدت مؤلفك المكتوبة عليه سيرتك الذاتية على غلافه الخلفي . ودخلت الانترنت وكتبت اسمك ووجدت مع اسمك رقم هاتف قلت عسى ان يدلني عليك وقد كان فإذا به يعرفك ويشكرني وها انت ايضا تشكرني . أعجب بروف سنادة بذكاء الفاضل وسرعة تصرفه وشكره شكرا جزيلا وها نحن نسجل له هذا الذكاء وهذه الهمة العالية في قضاء حوائج الناس وتطبيق شعار( الشرطة في خدمة الشعب).
    قلت أسأل عنه قبل أن أكتب وسالت واحدا من كبار ضباط الشرطة وأثنى عليه ثناء حسناً وزادني من الشعر أبياتاً. بارك  الله فيك أخي المساعد الفاضل. بمناسبة الفاضل كانت العرب تقول لكل امرئ شيء من اسمه. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يغير الاسماء القبيحة ، والامام المهدي غير بعض الاسماء الى أضدادها مثل الحلو وعديل وكده. وكان جعفر نميري يفعل عكس ذلك مع معارضيه بأن يقول الكاذب الضليل عاكسا الاسم.
وللمجتمع وجه آخر.
في واحد من شوارع السوق العربي الضيقة أوقف أحدهم سيارته في منتصف الطريق وحجز سيارتين على الأقل لا تتحركان الا بعد أن يقضي أغراضه ويعود كانت سيارتي لسوء حظي واحدة من هذه السيارات التي عليها ان تنتظر عودة من اوقف سيارته في منتصف الطريق وبالطول. انتظرت عشر دقائق ولم يأت. غالبا من يفعل مثل هذا يعود سريعا اتصلت على شرطة المرور وحددت لهم المكان ولم تحضر الشرطة انتظرت قرابة الساعة وجاء صاحب السيارة وبكل برود فتح سيارته واراد ان يتحرك قلت له: بالله دي وقفة دي؟ بكل برود قال: معليش يا اخي. كيف معليش وانت ساجن الناس قرابة الساعة؟  رد الشارع دا اصلو كده ويعني عايزني اقول ليك شنو ما قلنا معليش وما عندي غير كده عايز تعمل أي حاجة أعملها.
صنف غريب من الناس يعتقد ان معليش هي الخلاص من كل خطأ ولكن هذا خطأ عمد . طبعا كما يقول الشباب أكلتها في حناني ومططت شفتاي.
الآن السؤال ايهما أكثر في مجتمعنا أمثال الفاضل أم أمثال هذا المفترئ؟

 الصيحة السبت 15/11/2014 م









ليست هناك تعليقات: