بسم الله الرحمن الرحيم
هل
رأيتم عبارة ( المقابلة من الشباك) على شركة من شركات القطاع الخاص هل تستطيع شركة
تقدم خدمة للجمهور ان تعاملهم من الشباك؟ معظم شركات القطاع الخاص وأخص شركات
الاتصالات تجعل لمراجعيها وطالبي خدمتها مكان فسيحاً للانتظار المرتب بالأرقام وكراسي
للجلوس وماء بارد وشاشات تخدم بها أغراضها.
ولا
نغمط بعض مرافق الدولة التي تعامل جمهورها مثل هذه المعاملة الراقية شرطة المرور
في أماكن الترخيص واستخراج الرخص، والسجل المدني ، واكثرهم رقُياً - لأنها استفادت
من اخطاء الماضي - مكتب القبول وتوثيق الشهادات بالتعليم العالي هذا على سبيل
المثال لا الحصر. طبعا هناك اماكن كثيرا متطورة وهذه الامثلة مما شاهدت بعيني
وتعاملت معها.
متى
تكون الخدمة عكس ذلك؟ وقبل ان نجيب على هذا السؤال لماذا تعامل بعض المرافق
المواطن او طالب الخدمة باحترام ومتى تعامله بلا احترام ؟ القطاع الخاص بالجملة
يتودد الى زبائنه ليربح وهذه غايته وهذا هدفه الذي يجبره على معاملة الزبون
باحترام وإلا المنافسة ستجعل الزبون يدير ظهره للشركات التي لا تحترمه.
أما
تلك المرافق الحكومية التي يعتبر الموظف فيها انه السيد والشعب هو من يجب ان يخدمه
وعلى مزاجه يقول له تعال بكره يقابله بتكشيرة ينهره ويماطل (ويلطعه) بلا سبب الا
سبب ان يتلذذ بإذلاله وليملأ نفسه عنجهية وشعورا بأنه فوق الاخرين او هو الناهي
والآمر. مثل هذه المرافق تجعل بينها وبين المواطن حجاب ولا تريد ان تراه بالقرب
منها لذا تحتكر المساحات الواسعة والمكيفة والتي يسمونها مكاتب ويطلبون من المواطن
ان يقابلهم من الشباك في الهجير او في الشتاء لا يهم، وقد يتصدقون عليه بمظلة زنك
إن لم يكن لتظليل المواطن ربما لتحجب الشمس عن مكاتبهم المكيفة.
سألت
أحدهم لماذا المقابلة من الشباك؟ رد علي عندنا خصوصيات لا نريد المواطن ليراها أو
يقترب منها؟ قلت في نفسي بالله ناس البنوك العندهم القروش لم يقولوا ما قلت. كل
الأمر ان بقية من تربية الاستعمار التي ورثها هؤلاء الموظفون ممن كانوا قبلهم هي
التي تسيطر على العلاقة بين موظف الدولة والمواطن.
هل
سمعتم بقصة عبد الرحيم الذي طلب منه المفتش الانجليزي ليحمله على ظهره ويطلعه على
معالم الخرطوم وما فعله عبد الرحيم به؟؟ بالله أين امثال عبد الرحيم الآن؟
خلاصة
قولي لابد من جهة وزارة مجلس الوزراء
مثلاً تخرج امرا تمنع فيه هذه العادة الاستعمارية البغيضة ( المقابلة من الشباك)
وتجد بديلا لهذا الشباك مكانا مريحا واحتراما يليق بابن آدم الذي كرمه الله.
هذا
قبل ان نطالب بتطوير النظام الاداري الى نظام يقل فيه تبادل الخدمات بهذه الطريقة
العقيمة المهدرة للمال والوقت والجهد والكرامة.
متى
يفهم موظف الدولة انه خادم للمواطن وليس سيدا له فكل امتيازاته يدفعها المواطن
فلماذا لا يحترمه؟؟؟؟؟؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق