بتاريخ : الأربعاء 20-04-2011 08:36 صباحا
أنس كتب للإذاعة «25» مسلسلاً إذاعياً، أنس كتب «3» مسلسلات تلفزيونية، أنس كتب لقناة «الشروق» «12» حكاية سودانية، أنس تعاون مع سعيد حامد في تجربة فريدة بثت في قنوات عربية كثيرة، أنس ألف شعار إذاعة ولاية الجزيرة، أنس ألف ما يقارب الـ «800» حلقة من مسلسله الشهير «حلم.. حلم» أنس يكتب من «16» سنة. ومازال يحلم ، بماذا؟ خلوها في النهاية.
في مرة سألته أتمنى أن تكون محتفظاً بكل هذا الإنتاج في جهاز لابتوب، رد بصوت حزين يا أحمد انا ما عندي لابتوب وهذا أراه حلما بعيداً.. ربنا يقدرنا على الأكل والشراب ومصاريف دراسة الأولاد «صراحة أنا أكتب هذا بدون إذن منه».
أنس مازال يكتب على الورق ويذهب بإنتاجه للحيشان الثلاثة في رحلة مضنية.. لا يشاركه في هذا التخلف التقني إلا الأستاذ سعد الدين إبراهيم «أخوه الكاشف» يوم كان كاتباً قبل أن يصبح رئيس تحرير للمرة الثالثة.
كاتب بهذه القامة وهذا الإنتاج يحلم بماذا؟ خلوها في النهاية.
صراحة سرحت بعيداً وتفكرت في مرتزقي السياسة.. ماذا قدم كثير من السياسيين والخبراء الوطنيين والمستشارين الذين لا يستشارون؟ ماذا قدموا لهذه الأمة مقارنين بهؤلاء المبدعين حتى تتنزل عليهم نعم الله الظاهرة والباطنة، ويسكنوا القصور ويركبوا الفارهات. وانس يحلم، بماذا خلوها في النهاية.
لذلك كلما مررت بالباقير التفت يمينا علّي أجد الأستاذ الكاتب أنس أحمد عبد المحمود، واستمتع بصحبته.. وأنس ممن تستمتع بصحبته، ويمتعك بحديثه وملاحظاته. وقبل عدة شهور كان موضوع نقاشنا الشعب السوداني وقلة طموحه، واسترسلنا في النقاش، وقال أنس بعفوية شديدة إنه يحلم بركشة، ضحكت عليه كثيراً وقلت له ما شاء الله على سقف طموحك يا أنس وأنت تتحدث عن تدني طموحات الشعب السوداني وسقف طموحاتك ركشة؟
الأسبوع الماضي فرحت بأنس واقفاً ينتظر المواصلات ووقفت.. وبعد السلام والسؤال عن الأحوال، سألته أين وصل سقف طموحاتك؟ والله يا أحمد مازال في مكانه.. مازلت أحلم بركشة. ونظرت في يده وإذا بحلقة من حلقات «حلم.. حلم» بين يديه ذاهب بها للإذاعة كعادته.
أحقاً ذلك المخدر الذي كان يعطى للمبدعين يوم كانوا يقولون لهم: «المعاناة تولد الإبداع».. عمرها المعاناة لا تولد إبداعاً، ولكن هجر الحبيب قد يولد قصيدة شعر هذا قبل الموبايلات والفيس بوك.
أيها السادة مَنْ ينظر في ملف المبدعين والأدباء؟ أليست هناك جهة أو مستشار وطني في واحدة من وزاراتنا يلتفت إلى ما يعيش فيه المبدعون من فاقة؟!
أنس بعد كل هذا الإبداع يحلم بلابتوب يوفر زمنه ويعينه على الإبداع، ويصبح مخزناً لهذا الكم الهائل من الإبداع.. وبعد ذلك وسيلة كسب عيش هو يقول ركشة.. ولكني أسأل الله أن يرزقه أكبر منها.
يا حرااااااااااااام
هناك تعليق واحد:
الاخ الاستاذ احمد
تحياتي وأشواقي واتمني الا تكون قد نسيتني
جذب انتباهي موضوع الاخ والصديق الاستاذ انس احمد عبد المحمود
وكم تألمت ان اقرأ المعاناة للمبدعين من أمثال انس وكما تفضلت انظر لتري الواقع من خلال
تموت الأسد في الغابات جوعاً ولحم الضأن تأكله الكلاب
أرجو توصيلي بالأخ انس، حبذا رقم تلفونه
وتحياتي عبرك للأهل بالملعونة
أخوك
عابدين كرم الله الحليلة
إرسال تعليق