بتاريخ : الإثنين 04-04-2011 08:22 صباحا
إلى الخبر:« الخرطوم ـ الصحافة: يصل إلى البلاد يوم غدٍ الإثنين، زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي «الأصل»، محمد عثمان الميرغني، قادماً من المملكة العربية السعودية بعد غياب دائم لأكثر من شهر بين الرياض والقاهرة، مارَسَ خلاله العديد من الأنشطة السياسية والاجتماعية مع مسؤولي البلدين....»
من أشهر المقولات عند الصحفيين: ليس خبرًا أن يعضَّ الكلب الرجل ولكن الخبر أن يعض الرجل الكلب».
لم أر أن هنا خبرًا يستحق الذكر مع احترامنا لسن ومكانة السيد محمد عثمان الميرغني، إلا أن زعامته للحزب ليست أمرًا متفقاً عليه، والحزب مبعثر كالقنابل العنقودية له عدة أجنحة وعشرات الأسماء والحزب عاجز عن جمع شتاته وهو أشد عجزًا في أن يعقد مؤتمره العام ولعشرات السنين. والحزب بكل فروعه كان باهتاً جداً في الانتخابات الأخيرة «رديئة الإخراج» وما علم الناس سبب ضعف الحزبين في الانتخابات الأخيرة إلا بعد أن شاع خبر المليارات التي سلمت للزعيمين أو كبيري الحزبين ومن الناس من قال: عطاء من لا يملك لمن لا يستحق. ومنهم من قال من أين لحزب المؤتمر الوطني هذه المليارات التي تحمل نقدًا بدون أن يرهقوا أنفسهم بحسابات بنوك قد يأتي يوم وتوجد موثقة «الكاش يقلل النقاش». بلغة السماسرة.
نعود للخبر: هل للسيد محمد عثمان الميرغني كبير فرق بينه وبين ركاب الطائرة التي سيصل بها للبلاد ربما يزيد على بعضهم أنه في الدرجة الأولى ويشاركه فيها آخرون، لماذا لم يذكر الخبر بقية ركاب الطائرة؟
وعودة للخبر: رئيس حزب يغيب أكثر من شهر وتجمّل كل أنشطته بالجملة هكذا «مارس خلاله العديد من الأنشطة السياسية والاجتماعية مع مسؤولي البلدين».
ما هي الأنشطة التي «مارسها»؟ إذا قبلنا أن السيد الميرغني مازال زعيماً للحزب وأن الحزب متوحد وله دور كما كان أيام الأزهري والهندي فلينشر لنا السيد الميرغني كل نشاطه في الدولتين يوماً بيوم. ونتائجها وما مردودها على البلاد عامة وعلى الحزب خاصة.
حياتنا السياسية كلها «مدغمسة» ومحتكرة في الأحزاب بل حتى الأحزاب مختزلة في أشخاص بعشرات السنين ولا استثني أحدًا.
ألا يمل هؤلاء من ما هم فيه من موت إكلينيكي - طيب بلاش - ألا يشعر هؤلاء بملل الآخرين؟ وإلى متى سيستمر هذا الفيلم الهندي الطويل المكرر المقاطع أغنية شكلة، حب، زواج. هذه الأحزاب هل تظن أنها خارقة ولم يخلق الله غيرها؟ ورؤساؤها ألا يعلمون أن حواء ولدت غيرهم؟ أليس هناك اعتراف بتعاقب الأجيال إلا من نفس العرق لا بل من نفس البيت.
حيرتونا يا عالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق