بتاريخ : الأحد 27-03-2011 08:14 صباحا
قناة الجزيرة دخلت الحياة كما الماء والطعمية والهواء، كثير من المشاهدين لا يغادرونها أبداً، أما أنا فأهرب منها إلى «البي بي سي» أحياناً وإلى قنواتنا السودانية التي انطبق عليها المثل القائل «الناس في شنو وال....... في شنو؟».
في واحد من استطلاعات قناة الجزيرة في الشارع المصري عن الرئيس القادم كانت الإجابات متباينة وجاء بعضها هكذا:
أنا عايز رئيس يخلي الحاجة رخيصة والمعيشة سهلة.
أنا عايز رئيس يحكم بعدل وما يتجبّرش.
أنا عايز الرئيس القادم يوفِّر لنا وظائف.
أنا عايز الرئيس القادم يوفر لنا مساكن.
أنا عايز رئيس يمكن محاسبته وتغييره في أي وقت.
يبدو أن صاحب الإجابة الأخيرة هو أعمقهم والرئيس الذي يُحاسب ويُغيّر وهو الذي يحل المشاكل أعلاها وهذا ما ينقص مصر وغيرها. لو كان في مصر رئيس يُحاسب ويطاله التغيير لما كان لأحمد عز ملبساتي جزم «قد جاء في الصور، رجل انحنى ليلبس أحمد عز جزمته وفي صورة أخرى أوباما يلبس جزمته بنفسه» قطعاً إن أحمد عز يسدد فاتورة هذا العز في مكان آخر وقد يكون ما يدفعه لدى سوزان أو جمال مبارك أكبر بكثير من ملبساتي الجزمة أمام الناس. الرئيس الذي لا يُسأل ولا يُحاسب ولا يُغيَّر هو الذي تأمر زوجته بمصعد لقاعة مجلس الشعب لتستعمله ليوم واحد في السنة وكثير من شعبه يسكن المقابر ليس بعد الموت ولكن هم أحياء.
الرئيس الذي لا يطاله التغيير هو الذي لا يعيّن إلا من يقولون له نعم حاضر كلو تمام يا فندم. وأنت أجدع رئيس وأنت القائد الملهم وملك ملوك إفريقيا وأسد العرب وأسد إفريقيا.
الرئيس الذي لا يعلم متى ستنتهي مدته ولا هو مسؤول عن برنامج ماذا نفّذ منه وماذا بقي له؟ ستكون إستراتيجيته من صنع يده وبطانته ومفصلة تفصيلا للمصالح الخاصة. وستكون مهمة السلطات الأمنية وحيدة هي إطالة عمر النظام.
الرئيس الذي لا يُسأل ولا يُحاسب يحكم دولة عاطلة، علماؤها لا يستفاد منهم وطاقات الشعب وموارد البلاد كلها مسخرة لمتعته ومتعة بطانته. حسنا قال صاحب الإجابة الأخيرة رؤساء الغرب يعلمون علم اليقين أن مدة أحدهم أربع سنوات وإن أحسنوا هي ثماني لا غير. الذي فهم حكم تونس 23 سنة وزنقة زنقة حكم ليبيا 42 سنة والذي أفنى شبابه في خدمة مصر 30 سنة وصاحب الأسرة الحاكمة في اليمن 33 سنة ولم يشبعوا. تبّاً لهم جميعاً. لم يدرسوا أدب الحكم في الإسلام ولا أدب الديمقراطية الغربية وحكموا شعوبهم بنزواتهم، كل شعار رفعوه حادوا عنه، بل كل يوم يحيدون عنه إلى أن تكوّرت أوطانهم واختبأت في ذواتهم.« مقتبسة من عنوان ديوان لشاعرنا الكبير محمد المكي إبراهيم يختبئ البستان في الوردة».
ختاما مرحباً بالرئيس المصري عصام شرف ،الذي رضي به شباب 25 يناير، مرحباً به في السودان.
لا تبخلوا عليهم بنصائحكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق