بتاريخ : الإثنين 28-03-2011 07:46 صباحا
الخدمة الوطنية حيّرتنا وحيّرناها.
كتبتُ قبل سنوات مقالات نقد عنيفة للخدمة الوطنية مما جعل بيننا بعض من علاقة، وذلك حيث استدعوني بلطف شديد وعبر أصدقاء منهم الأستاذ الموهوب خليفة حسن بلة ، وكان ذلك بعد مقال مر عنوانه «ظلم اسمه الخدمة الوطنية» عددت فيه من عيوبها ما عددت واقترحت عليها بعض المقترحات.
يومها أروني مشاريعهم ومقترحاتهم وبعضاً من تحسُّن يجري في مسيرة الخدمة الوطنية، قلت خيرا لنرى . بعدها بشهور قادتني أقدامي للخدمة الوطنية للكوادر الطبية رأيت العجب وكتبت، وماذا أملك غير هذا القلم، عفوًا، الكي بورد.
صراحة خفّ الحديث في الصحف وفي الشارع عن الخدمة الوطنية، وما صارت ذلك البعبع الذي بدأ بالكشات والدفارات والهراوات ولم تصبح حديث كل بيت.
في الأسبوع الماضي تلقيت دعوة من منسقية الإعلام بالخدمة الوطنية وأصروا أن أحضر إليهم في موعد حددوه وافقت وقلت ربما للمنسقية ورشة تفاكر أو مؤتمر صحفي أو شيء من ذلك القبيل.
في الموعد المحدد ذهبت إليهم بدارهم العامرة جداً في ذلك المبنى الأنيق ولم أجد معي إلا زميلة من صحيفة أخرى فقط نحن الاثنين. قالوا درجنا على أن نتحاور مع بعض الكتاب والصحفيين بهذه الطريقة التي وجدناها أفيد من المؤتمرات والورش. فعلاً وجد كل طرف راحته تماماً في الحديث وعرضوا علينا ما صارت عليه الخدمة الوطنية وما وصلت من تطور. أشهد أنهم تطوروا في تقنية المعلومات تطورًا كبيرًا وصارت لهم قاعدة «أسرع اكتب بيانات لأن كلمة القاعدة وحدها صارت مخيفة جداً» بيانات متطورة وغنية جداً ويمكن لعدة جهات أن تستفيد منها من حصر للشباب وأعمارهم ومؤهلاتهم وأمراضهم وحتى هذه مصنفة تصنيفاً دقيقاً يمكن أن تستفيد منها وزارة الصحة ووزارات الصحة الولائية ـ لنكون أكثر دقة ـ أيما فائدة ولكن حتى الآن الأمر لم يستفد منه إلا قليل.
وكل هذه البيانات مربوطة بشبكة محترمة عبر الولايات. لتخفف كثيرًا من حركة الشباب أو زبائن الخدمة الوطنية ولكن ما زالت نهاية الخدمة أو خلو الطرف من الخدمة لا يستخرج إلا من الخرطوم.
قلت يا سادة، يا منسقية الخدمة، طيب ما أنتو أهو عال العال وبسّطتوا الإجراءات كثيرًا وما عاد استخراج الشهادة ولا توثيقها ولا ولا كل ذلك لا يحتاج إذناً من الخدمة الوطنية.
قالوا مشكلتنا أنكم لا تتناولون هذا التحسن وهذا التطور في الإعلام. قلت : مادام الإعلام سكت عنكم فأنتم بخير قالوا كيف؟ قلت: هل قرأتم يوماً مقالاً عن خطبة الجمعة. فكل ما سكت عنه الإعلام فهو يسير طبيعياً وهذا المفروض «أخي محجوب فضل سلفنا».
قلت لا تنتظروا مديح الإعلام فإذا سكت عنكم فأنتم بخير، ويقول الإنجليز في أمثالهم no news good news ما لم يكن هناك خبر فالأمر بخير. من عندي: هل سمعتم يوما في نشرة الأخبار عن وصول الطائرة كذا بخير أو البص كذا بخير إلى محطة الوصول. ليس هناك خبر إلا إذا لم تصل الطائرة أو البص.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق