بتاريخ : الخميس 24-03-2011 08:00 صباحا
متعاطف أنا مع كل عطشان «ولو كان عطشان حب» وبما أنني من ولاية ودّعت العطش والحمد لله وقد نجحت إدارة مياهها أيما نجاح في إحلال وإبدال كل الآبار القديمة وتكاد تكون استوفت مياه الشرب بنسبة 100% وتلكم هي ولاية الجزيرة ولكنها الآن مجابهة بعجز تشغيل هذه المحطات الكثيرة ومازالت تتلكأ في ربط تحصيل رسوم المياه بالكهرباء ذات البرنامج المتقن.
هذا جعلني أتعاطف مع كل من يشكو من نقص مياه الشرب.اليوم استجار بي أخ من ولاية شمال كردفان، ورغم أني أرى الحل الكلي لمياه ولاية شمال كردفان الذي ذكرناه آنفاً في هذا الباب هو سقياها من النيل الأبيض من منطقة الفششوية تحديداً والدراسة موجودة لا ينقصها إلا همة التمويل بأن يتبناها المركز وتمول اتحادياً وجهات ألمانية متبرعة بثلث المبلغ.
نعود لشكوى أخينا إسماعيل حسين التي يقول فيها إن أربع قرى من قرى محلية ام روابة مدرجة في برنامج الحفر الصيني منذ عام 2009 وهي :الفتح، شطيرة، كجاج، الزروقاب. هذا البرنامج توقف فترة من الزمن لأسباب مالية حسب إفادة جهات أخرى سألناها غير إسماعيل، والآن استؤنف البرنامج ولكن يا حسرة وبقدرة قادر لم تجد هذه القرى أسماءها في البرنامج.. وهنا يحق لنا أن نسأل من أخرجها؟ ولماذا؟
بالمناسبة دارت مكاتبات كثيرة حول هذا الموضوع بين أعضاء المجلس التشريعي والمهندسين والولاة السابقين، ووراء كل مكاتبة سفر وحراك وفقد مال وجهد والله يستر من فقد الثقة بين المواطن وحاكمه.. من أهل هذه القرى من أنفق أموالاً كثيرة في شراء وترحيل المواسير من الخرطوم وكم هي مكلفة وشاقة هذه الأعمال على أهل القرى الذين لولا رحمة الله وتكافلهم لهلكوا من الفقر والمسغبة.
فقد الماء يجب أن تقف عليه الدولة برجل واحدة ولا تضع الأخرى إلا بعد أن تنجزه، بالله كيف يهنأ حاكم بحكم وليس بغلة العراق عثرت ولكن طفلاً ترك المدرسة ليجلب الماء لعائلته من على ظهر حمار، لا أريد أن أسأل بالمعدل العالمي لاستهلاك الماء للإنسان فذاك بيننا وبينه بعد المشرقين والمغربين، كم نصيب مثل هذه الأسرة من الماء غير النظيف.. كم ستدفع الدولة غداً لعلاج شاربي هذه المياه؟ كم من الطاقات أُهدر ؟ وكم فاقدًا تربويًا بسبب فقد المياه وبكرة تخرج علينا نفرات محو الأمية؟
اسأل الله أن يعاد فتح هذا الملف ويقوم ولي الأمر نيابة عن هؤلاء العطشى ويحدد اليد التي امتدت وأخرجت هذه القرى من البرنامج.. كما اسأله تعالى أن يختصر والي كردفان الطريق ويحل المشكلة بالجملة وليس بالقطاعي وذلك بأن يحضر للمركز ولا يعود لعاصمة ولايته إلا مشروع مياه كردفان من النيل الأبيض في يده.. ولو طلب مني الشفرة التي تحقق مثل هذه المشاريع فأنا متبرع بذلك وسأهمس بها في أذنه.
جاهزين، جاهزين يا زاكي الدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق