الاثنين، 14 نوفمبر 2016

مستشفى جياد والمطلوب

31-10-2016
يتحدث الناس عن النزوح إلى المدن وكلهم أو جلهم يخلص إلى أن تردي خدمات التعليم والصحة في الأقاليم وتركزها في المدن هي الدافع الأكبر للنزوح افتراض صحيح بنسبة تتعدى 90% ولكن هناك أسباب أخرى.
ولاية الجزيرة طلبت من جياد المستشفى، ولم تتردد جياد وربما لم تصدق أن الله قد أراحها من هذا العبء. ووافقت ومستشفى جياد الآن لن تجد من يجيبك على سؤال هل هو تابع لوزارة الصحة بولاية الجزيرة أم لمدينة جياد الصناعية.
المستشفى الآن كابن المطلقة لا أمه قادرة على تربيته ولا أبوه يريد أن يضعه في قائمة أبنائه.
إذا ما أرادت ولاية الخرطوم ممثلة في وزارة الصحة أن تخفف العبء على مستشفياتها فلتسمع مقترحي اليوم. وإذا ما أرادت ولاية الخرطوم ممثلة في وزارة البنى التحتية وكل الجهات التي عليها توفير المواصلات التي بلغت مرحلة الأزمة فليسمعوا مني مقترح اليوم.
وإذا ما أرادت وزارة الصحة بولاية الجزيرة أن تقدم خدمة لأكبر محافظاتها وترتاح من عدة مستشفيات ليس فيها واحدة مؤهلة (لعقل كراع) مواطنيها فليسمعوا مقترحي اليوم.
أما مدينة جياد الصناعية التابعة لهيئة التصنيع الحربي التي نورت هذه المنطقة وأصبحت معلماً كبيراً فعليها مسؤولية مجتمعية نحو مواطني شمال الجزيرة. وأتمنى أن تكون ندمت على تخليها عن مستشفى جياد (الخداج) قبل أن يكتمل.
لكل الأطراف التي ذكرت أعلاه مصلحة في مستشفى كامل العتاد يكفي الناس شر الذهاب إلى الخرطوم. سيقل المترددون على الخرطوم من شمال الجزيرة بنسبة كبيرة لا أستطيع ذكرها جزافاً، وأتمنى أن يخضع الموضوع لدراسة علمية وإحصاء لكل الحافلات والسيارات المتجهة للخرطوم كم منها لطلب العلاج؟
ولاية الخرطوم وجياد منهم المال والمعدات لإنشاء وحدة طوارئ. ولقد وضعت هذه الجهات حجر أساسها قبل سنوات. الأرض واسعة وتسع كل توسع وإضافات. المستشفى الآن ينقصه الكثير الذي يعلمه المختصون، أمنيتي أن يكون هذا المستشفى مرجعياً لكل المستشفيات التي حوله وسيريح منطقة شمال الجزيرة من الخرطوم ويريح الخرطوم من شمال الجزيرة.
على وزارة الصحة بولاية الجزيرة الكادر البشري والإداري إن رغبت ولو أسند الأمر لجهات تعاقدية لا مانع. واقع المستشفى الآن موحش وكأنك في مزرعة وليس مستشفى عنابر متناثرة وخاوية المجمع الذي يسع عشرات الأسرة لا تجد فيه إلا مريضاً أو مريضين لعدم قناعة الناس، بأنهم يجدون كل ما يريدون.
جلسة بين جياد وصحة الخرطوم وصحة الجزيرة تضع خارطة ويقدم كل طرف أقصى ما يستطيع مستصحبين كل الرؤى الهندسية وبعد ذلك تكليف منفذين من جياد بجدول زمني حاد يحاسب كل من لا يتقيد به أو كل متسبب في عدم الوفاء بما عليه.عندها سيبارك الله في جياد والولايتين.
يومها لا نطالب بسيارات إسعاف، كل شيء هنا موجود.

ليست هناك تعليقات: