السبت، 5 نوفمبر 2016

عجائب المواصفات

 25-10-2016
القوانين كثيرة جداً ويبدو أن صناعة القوانين من أسهل الصناعات في السودان (مش قاعدين نستورد كبريت) يتعب القانونيون في صناعة القانون ويمر بمراحل متعددة وزارة العدل، مجلس الوزراء، البرلمان وتوقيع رئيس الجمهورية.
بعد أن يصبح قانوناً واجب النفاذ يأتي المنفذون وعيونهم لا تقع إلا على العقوبات وخصوصاً التي بها غرامات مالية (وهاك يا إيرادات وهاك يا حوافز وهاك يا بدلات ونثريات) والسؤال من يراقب التطبيق المشوه للقوانين وإعادتها إلى مقاصدها؟
أمامي إيصال إلكتروني صادر من الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس بولاية الجزيرة التي لا تكل ولا تمل في تجوالها على الدكاكين للبحث عن خطأ مثل مواد منتهية الصلاحية وهذا شيء جميل لو لم تصاحبه تشوهات تفقده معناه.
لكن الجديد أن هذا الإيصال مكتوب عليه (تفتيش موقع إنتاج) هل البقالات والكناتين مواقع إنتاج؟. إنهم في طواف لم يسبقه تبصير ولا إعلام وكأنهم يتلذذون بعذاب الناس. (تفتيش موقع إنتاج) لمن لا يجدون عنده بضاعة منتهية الصلاحية أما إذا وجدوا عنده مواداً منتهية الصلاحية عينك ما تشوف إلا النور هنا يبدأ التفنن ورفع الأمر للمحكمة وغرامتها 10 آلاف جنيه. إلى الذين يتغالطون في الفقر هل هو 18 % كما قال الوزير أم 60 % كما قال النائب المحترم أم 90 % كما تقول المعارضة. إذا ما استمرت دولة الجباية هذه ومحاربة كل منتج أو بياع فبإذن الله لن يكون هناك فقر أبداً، إذ سيموت الشعب الفقير وتبقى الحكومة بموظفيها والدستوريين وعندها ..... ح يجبوا من مين؟
لمن يشتكي تاجر في قرية كلما طلعت الشمس جاءته جهة حكومية لتقول له ادفع أو المحكمة أو حاجات تانية حامية الزول داك؟.
بالله المواصفات التي كنا ننتظر منها حماية الحدود لتوقف كل سلعة غير مطابقة للمواصفات وكل غذاء محور أو ملوث أو كريم سالخ للبشرة، المواصفات التي كنا ننتظرها أن تنظف الأسواق من كل منتج رديء تحولت إلى جهاز جباية وكشات في الأحياء. والفواكه والمنتجات المصرية جاءنا خبرها من الخارج والله يستر ما تقوم المواصفات تعلن مطابقتها وخلوها من الملوثات والفضلات.
الأسواق مليئة بالواردات غير المطابقة حتى بالعين المجردة ناهيك عن المختبرات الحديثة وكلما سألنا المواصفات والمقاييس لم نجد الإجابة على كيف دخلت؟
وهذه المواصفات التي تتحاوم في أسواق القرى وحتى الآن قرارها الهش من تحويل المقاييس من النظام البريطاني إلى النظام المتري يتلكأ ومازال الرطل والجالون والياردة وحدات على الألسن والواقع. (إلى الذين لا يعرفون النظام البريطاني والمتري أقول البريطاني يستخدم البوصة والقدم والياردة والميل للأطوال والجالون للسعات والرطل والأوقية للأوزان وحتى بريطانيا صاحبة النظام تركته منذ زمن بعيد واستعاضت عنه بالنظام المتري الذي يعتمد على قوى العشرة الموجبة والسالبة في وحداته وأجزائه).
من يقول لهيئة المواصفات أكبري وكوني على قدر مبناك الفخم.
توعية مرورية
إلى سائقي المركبات الكبيرة والأمجادات والركشات في الطرق مزدوجة المسارات رجاءً الزموا المسار الأيمن واتركوا الأيسر للسيارات الصغيرة. وعلى إدارة المرور وضع لوحات تحدد سرعة كل مسار وتبدأ تربية الناس على احترام هذه الإرشادات بلا تسويات مرورية.

ليست هناك تعليقات: